الخموج مصطلح شعبي سوداني خالص وقد بدا كوصف دقيق لخلط انواع مختلفة من اﻷطعمة متباينة المذاق والنكهة مما يجعلها غير مستساغة ويعجز الناس عن تناولها وابتلاعها، وهي تطابق مصطلح (خلط اﻷوراق) اﻷكثر تداولا، وكلمة الخموج هذه تناسب الحالة السياسية واﻹقتصادية التي يمر بها السودان اﻵن ولذا استلفناها كمصطلح يواكب الوضع الراهن بالبلاد
فالساحة السياسية تعج بتيارات متباينة منها ماتظهر للعيان ومنها ماينشط خلف الكواليس ، حتي لكأن الفترة اﻹنتقالية تبدو احيانا امتدادا لﻹنقاذ ثم ماتلبث أن تظهر بملامح الثورة..احيانا تشعرك بأن حزب اﻷمة يمسك بمفاصلها ثم ماتلبث أن تري قوي اليسار واضحة الفعل والتأثير ، ثم لكأن عناصر من العهد السابق مازالت هي التي تدير الدولة وتمسك بخطام الفترة اﻹنتقالية وتحدد مسارها، فلا يكاد المرء يستقر علي رؤية واضحة لملامح الفترة اﻹنتقالية ومسارها الواضح ، وإنما يشعر بإن السلطة في البلاد مبعثرة بين مسارات سياسية أشبه بالمسارات التي اتفق عليها في مفاوضات سلام جوبا مؤخرا.
وذات الخموج يتجلي بوضوح في طريقة إدارة اﻹقتصاد والتعامل مع الخدمات الضرورية لمعاش الناس ، فتيار من السلطة يرغب في رفع الدعم عن المحروقات والخبز بالكامل وتيار آخر يعارض رفع الدعم ويري أن رفع الدعم يفرغ الثورة من اهم اهدافها وافضل مقاصدها وهي تخفيف المعاناة عن الشعب ، ولذا تبدو الدولة عاجزة عن توفير دقيق الخبز والوقود وكأنها تقف في المنزلة بين المنزلتين لاتملك جرأة رفع الدعم بالكامل ولا هي تمتلك مايؤهلها لتوفير الخدمات الضرورية المدعومة والتي ينتظرها الشعب، وبذات اﻹرباك
لايستطيع المواطن أن يحدد الجهة الرسمية المخول لها وبالقانون خدمة المواطنين والتصدي لقضاياهم أهي شباب لجان المقاومة أم شباب الحرية والتغيير؟
والخموج منتوج غير مستساغ يصنعه العك ، والعك نفسه مصطلح سوداني محض يعني اﻹستغراق في الفعل او العمل بلافكرة ولاهدف ولا خبرة . ويظهر الخموج بوضوح
في دعوات التظاهر المتداخلة والمواقف تجاه التطبيع المتناقضة ، وحالة التوهان لدي الرأي العام وما تضج به اﻷسافير وتنشره الصحافة المتأخرة عن دورها الطليعي المفقود.