الضغوط الخارجية على الحكومة الانتقالية بقيادة الإدارة الأمريكية الترامبية للتطبيع مع إسرائيل والترويج المغرض من إسرائيل مبرر خاصة من الرئيس ترامب الساعي لكسب المعركة الرئاسية للإنتخابات الأمريكية، لكن غير المبرر وغير المفهوم هذه البلبلة الإعلامية المكثفة بإثارة شأن التطبيع داخل السودان.
لذلك لم أستغرب الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الامريكي مع الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء ورئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ناقش معهم حسب ما جاء في “السوداني” عدد أمس السبت “التقدم التاريخي في السودان وفرص تعزيز السلام في المنطقة وتولي الشعب السوداني زمام الأمور” نُشر أيضاً خبر نُسب للولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل عن تعزيز الشراكة مع السودان وضمان اندماجه الكامل في المجتمع الدولي، وتصريح رئيس وزراء إسرائيل وصف به مايجري في السودان بأنه تحول هائل من عاصمة اللاءات الثلاثة إلى نعم للسلام مع إسرائيل.
هذا عدا الخبر الغامض عن هبوط طائرة إسرائيلية بمطار الخرطوم في مهمة لم تعلن عنها أي جهة في السودان ولا عن طبيعة مهمتها، و جاء الإعلان عنها في الإعلام الإسرائيلي.انضمت ابنة الرئيس الامريكي للحملة الإعلامية المكثفة بإعلان فرحتها بما اعتبرته نجاح والدها في ما فشل فيه كل رؤساء امريكا السابقين بإقامة إتفاقات سلام بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط، وأضافت قائلة ان السودان بتطبيعه يصبح ثالث دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل.لن أخوض في حقيقة ما يجري في السودان حول هذا الملف المحاط بالغموض لكنني أتفق مع الموقف الرسمي المعلن من الحكومة الانتقالية بأن قرار التطبيع مع إسرائيل ليس من مهامها، وهذا ما أكده وزير الخارجية المكلف الدكتور عمر قمرالدين في أول تصريح من الحكومة الانتقالية بشان التطبيع قال فيه” ماتم هو الإتفاق على بحث أمر التطبيع، وإننا ننتظر حتى تكتمل مؤسسات الدولة الديمقراطية وقيام المجلس التشريعي ليصادق على التطبيع مع إسرائيل.قلبي على السودان الذي يجد نفسه في وضع حرج وحساس مابين مساعي الرئيس الأمريكي لإقناعه بالتطبيع مع إسرائيل لصالح كسبه الانتخابات الرئاسية وبين البلبلة الإعلامية التي تثار ليل نهار بشأن التطبيع مع إسرائيل.