إصابة الإمام الصادق المهدي بفايروس كرونا ومعه عدد من أفراد أسرته وعدد من قيادات حزب الأمة القومي، بالإضافة إلى إصابة مستشار رئيس الوزراء ومسؤلين حكوميين آخرين ( نسأل الله لهم الشفاء العاجل جميعا ) أعادت إلى الأذهان خطورة مرض كرونا واستمرارية وجوده كمرض موجود وخطير، العالم كله يعاني في هذه الفترة مع مقبل الشتاء من ارتفاع جديد في عدد حالات الإصابة بفيروس كرونا مما يتطلب اخذ الحيطة والحذر وإعادة التنبيه بهذا الفايروس وطرق الوقاية منه.
ينتقل فايروس كرونا عبر الرذاذ التنفسي الذي ينطلق مع العطس والكحة، لذلك ينصح بالابتعاد مسافة متر ونصف على الأقل من اي شخص مصاب بأعراض تنفسية لتجنب العدوى المباشرة، العدوى غير المباشرة يكتسبها الانسان بلمس الأسطح كالمقاعد والمناضد ومقابض الابواب وغيرها التي وقع عليها الفيروس المتطاير مع رذاذ الكحة والعطس من شخص مصاب، وهناك طريقتان لتجنب الإصابة غير المباشرة بالفايروس الاولى التعقيم المتكرر للأسطح والأيدي بمطهرات تحتوي على ٦٠% او اكثر من الكحول، والثانية ان تتجنب التواجد مع شخص يحمل الفيروس او يظهر علامات إصابة تنفسية كالكحة والعطس في مكان واحد، الطريقة الأخيرة هي الطريقة الاسهل وتقي من الإصابة المباشرة وغير المباشرة وتتطلب تنفيذ التباعد بعدم الخروج من المنزل الا عند الحوجة، وعند الخروج من المنزل لبس الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
يعاني الشعب السوداني ظروفا اقتصادية صعبة وعسر في الحصول على كثير من الاحتياجات الضرورية كالخبز والبنزين والسيولة والغاز ولذلك يضطر إلى الوقوف في صفوف ينعدم فيها التباعد وهذا السلوك غير صحي بالمرة، وأثره في انتشار فيروس كرونا كبير جدا، كذلك لا يلتزم المواطن السوداني بلبس الكمامة، من يلبس كمامة يظهر كحالة شاذة بين المواطنين، وهذا سلوك صحي خاطيء ايضا، فالكمامة تقي الآخرين منك ان كنت مصاب بالمرض وتقيك من الآخرين ان كانوا مصابين، وليس بالضرورة أن تشتري كمامات غالية السعر من الصيدليات بل يمكنك تصميم وصناعة كمامة منزلية بنفسك في البيت ومن مواد متوفره في كل منزل، صحيح أن الكمامة الطبية من الصيدلية أفضل في الحماية والوقاية ولكن الكمامة المنزلية ايضا مفيدة ويجب الاعتماد عليها في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية.
نظامنا الصحي يعاني من مشاكل جمة تجعله هشا امام مواجهة الكرونا، نحتاج إلى تقوية النظام الصحي، الصحة هي اغلى ما يملك الإنسان، المواطن المعافى يعمل وينتج ويرفع مستوى البلد، المواطن الضعيف المريض يستنفد مصادر الدولة، يتحول من مساعد إلى عبء ومن منتج إلى مستهلك. اول خطوة في تقوية النظام الصحي هي زيادة الصرف على الصحة بما لا يقل عن ٢٠% من الميزانية العامة، كذلك في ظل الحرب مع كرونا يجب توطين وتطوير علم مكافحة العدوى المعدوم في مستشفيات السودان ومراكزه الصحية، عدم وجود متخصصين في مكافحة العدوى وعدم وجود الإمكانيات اللازمة لمكافحة العدوى نقطة ضعف وثغرة كبرى في نظامنا الصحي تحتاج لعلاج ناجع واستراتيجي.
الكرونا لا علاج لها حتى الآن ولم يكتشف بعد لقاح للوقاية منها، وبالتالي الوقاية هي الحل، اتباع الاحتياطات الصحية مثل لبس الكمامة وتجنب الازدحام وغسيل الأيدي بالماء والصابون او تطهيرهما بالمعقم والابتعاد عن مرضى الكحة والرشح هي أفضل وسائل الحماية من الفايروس، وهي علاجات لا تحتاج صيدلية ولا طبيب، تحتاج فقط شخص عاقل وواعي يلتزم بها ويطبقها، فهل سنكون عاقلين وواعين ام نترك الفايروس يفترس أهلنا وبلدنا؟!
sondy25@gmail.com