أصبحت من المدمنين على متابعة القنوات الفضائية السودانية – في هذه القارة النائية – التي لا تخلو للأسف من بعض الأنباء المقلقة، لكن يظل الأمل المتجدد في غدٍ أفضل للسودان والسودانيين.
استمتعت بمشاهدة برنامج”مناخ سوداني” الذي قدمته الإعلامية المهمومة بالتراث السوداني عزة أحمد علي مع الدكتورالفنان المقيم في ألمانيا إبراهيم عبد الحليم. طاف بنا إبراهيم عبدالحليم بباقة من أعماله الفنية المشحونة بالتراث الفني الجميل في مختلف بقاع السودان عبر فيديوهات غنية بالمشاهد والرقصات السودانية الشعبية.
لم يكن الفنان في حاجة للحديث عن التنوع الثقافي الثر في السودان بل قدم عملياً بعض ما يزخر به السودان من مشاهد طبيعية خلابة وعروض تراثية جميلة بمساهمة مقدرة من الإعلامية عزة التي تنقلت به في بعض مناطق السودان الساحرة بالمناظر البديعة.
ذكرالدكتور الفنان للمشاهدين كيف كان في غربته يعود للأغنيات والأعمال التراثية عبر اليوتيوب ليعيد إحيائها عبر فيديوهات حية قدم في “مناخ سوداني” جانباً منها وهي حافلة بالمشاهد الطبيعية من كل ربوع السودان.
هكذا استمتعت عبر هذا البرنامج المميز بمشاهدة فيديوهات معبرة بعناوين من أغنيات سودانية متنوعة، مثل: “منو الغيرك” و”بنية من دارفور” و”وعد الموج” و”ارفع إيدك” و”سوي الجبنة يابنية” وغيرها من الروائع الغنائية الباهرة، التي تنقلت بنا من بيئة سودانية إلى بيئة اخرى مبهرة بالجمال السوداني.
تكتسب مثل هذه الأعمال التراثية اهمية خاصة عندما تجئ من فنان سوداني مقيم الخارج يقدم عبرها التراث السوداني الغني بالتنوع الخصيب لشعوب العالم التي لا تكاد تعرف عن السودان إلا بعض أخبار النزاعات والحروب الاهلية ومشاهد الكوارث والأزمات الخانقة. تحية مستحقة للإعلامية عزة احمد علي وللدكتور الفنان إبراهيم عبدالحليم الذي قدم نموذجاً إيجابياً للمبدعين السودانيين الذين يعيشون في مختلف انحاء العالم ليقدموا لشعوب العالم تراث السودان الغني بالتنوع الخصيب بكل فيه من جمال غير معروف لهم وغير مستثمر في السودان.