لولا أكل العيش لما كتبت خبرا يفجع قارئا. فمن طبيعة عملنا نقل الأخبار كما هي، لا نزيد عليها ولا ننقص، دون أن نعيث فيها فسادا، أو نسقط عليها أهواءنا السياسية، كما يفعل بعضنا .. غفر الله لنا ولهم.
لكنني كالآخرين .. أفرح للأخبار المفرحة .. وأطير بها إلى قارئي مثل طفل يزف نتيجته لوالديه بعد أن حاز على مرتبة (الأوّل) في فصله الدراسي.
قلت قبل يومين لأحد معارفي النكديين إن الحمى النزفية قد تراجعت بشدة عن الولاية الشمالية، وبدلا من أن يقول الحمد لله سارع بالقول : لكن كورونا تفتك بالمئات من الناس(!)، هكذا جاء تفاعله، وكنت أسعى لإسعاده بخبر قد لا يعرفه، فسعى لهزيمة عافيتي بخبر أعرفه ويعرفه كل قاصٍ ودانٍ !
لأعجب أن الإعلام نفسه يحترف التنكيد على الناس .. فخبر سقوط طائرة تقل العشرات يجد أولوية في النشر والإبراز مقارنة بخبر لقاح جديد ضد وباء ينقذ أروح الملايين، كما أن خبر وعكة لأحد المشهورين يجد اهتماما أكثر من القبض على عصابة خطيرة آذت الكثيرين بالنهب والكسر المنزلي!
حتى القراء يميلون للشيء ذاته، وهذا ما يشجع الإعلام على تتبع الفجائع، فما أشد إقبال الناس على الأخبار السيئة، فتزداد احباطاتهم النفسية، وتمتلئ دواخلهم بالطاقات السلبية، فيصابون بالأذى النفسي والجسدي دون أن يدركوا!
أحب الأخبار المفرحة، ويستهويني كل ما يشرح النفس، ولولا مهام المهنة لما نقلت خبرا سيئا لقارئي أبدا.
أشيعوا الأخبار الطيبة مهما كانت كثافة الأخبار الأليمة .. شكر الله سعيكم .. وأسعد الله حياتكم .