اولاً في البدء نسأل الله الرحمة و المغفرة للشهيدة أديبة فاروق، فقيدة الوطن و ضحية نظام الإبادة الجماعية ، الصبر و حسن العزاء لأسرتها و أهلها جميعا.
بث أحدهم تسجيلاً صوتياً باسم أسرة الفقيدة أديبة مدعياً، بأن الشرطة قبضت علي قاتلي أديبة ، و زعم أنهم من أبناء دارفور، و وصفهم بأقذع و أفحش الاوصاف العنصرية، بل و سلبهم إنسانيتهم و سودانيتهم ، لا أريد نشر التسجيل هنا حتي لا أروج للفتنة!
وأضح أن صاحب التسجيل الصوتي يسعي الي الفتنة، و ذلك بالتحريض العنصري ضد أبناء دارفور.. واضح كذلك أنه يفعل ذلك بمعرفة تامة من أجهزة النظام ! السؤال هو: لمصلحة من يفعل هذا؟ لمصلحة من يشعل الفتنة بين أهل و قبائل السودان ؟ و لماذا يستخدمون قضية الشهيدة أديبة بهذه الصورة المسيئة الخبيثة؟
و ما هي مصلحة أبناء دارفور في قتل أديبة؟ و بل و ما هي مشكلتهم معها أصلاً ؟ أم أن بعض المتنفذين من النظام يريدون ذبح كبش فداء لتغطية جريمتهم النكراء؟ أم أنهم يريدون صرف الأنظار عن قضية طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا، التي وحدت القوي السياسية و المدنية ضد نظامهم العنصري ؟
هل يريد النظام إثارة غبار كثيف لارتكاب جريمة جديدة ضد الطلاب؟ لماذا إشعال الفتنة بين السودانيين؟ لا حول و لا قوة إلا بالله! هل يريدون تكرار سيناريو جريمة اغتيال الصحافي محمد طه محمد الذي اغتالوه و رموا جريمة قتله علي شباب بريئين من أبناء دارفور، فقتلوهم ظلماً و عدواناً؟ إلي أين تقود العصبة العنصرية الحاكمة السودان؟ لماذا تسعي العصبة الحاكمة لفتنة السودانيين و تمزيق نسيجهم الاجتماعي في السودان؟
مرة أخري، للشهيدة أديبة فاروق الرحمة و المغفرة ، أناشد الاسرة الا تسمح لأحد بأن يختطف أو يستغل قضية إبنتهم، التي هي قضيتنا جمعيا كسودانيين.
التحية للشيخ الجليل الياقوت، التحية للقوي المدنية و السياسية و الشخصيات و الأهالي لوقفتهم الوطنية و الانسانية مع بناتهم و إبنائهم من طلاب دارفور ببخت الرضا.
دعونا نركز علي قضية الطلاب
حفظ الله السودان و أهله الكرام
*الكاتب: باحث قانوني في جامعة لندن