توفي الفنان السوداني حمد الريح مساء الاثنين 30 نوفمبر واضعا بذلك نقطة نهاية لمسيرة 50 عاما من الإبداع،
واحد من أبرز فناني الغناء السوداني الذين ساهموا في تطوير الأغنية السودانية من خلال النص الهادف والموسيقى الراقصة واللحن المتجدّد وتغنى بشعر الميثولوجيا الإغريقية في قالب وطني وبلونية غنائية تميزه عن غيره من فناني موسيقى الحقيبة السودانية.
ولد حمد الريح في عام 1940 في جزيرة توتي التي تتوسط مقرن النيلين الأزرق و الأبيض بالعاصمة السودانية الخرطوم. ونشأ وسط أسرة تمتهن الزراعة بحقول تلك الجزيرة وبدأ تعليمه في المدارس القرآنية بالجزيرة ثم التحق بالمدارس النظامية حتى المرحلة المتوسطة.[1] وفي تلك الفترة برزت قدراته في الغناء خاصة في صفوف المدرسة حيث كان يؤدي الأناشيد المدرسية، مثل نشيد «صه يا كنار» للشاعر السوداني محمود أبوبكر و«عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن» للشاعر المصري أحمد شوقي. واقترن فنه بهواية أخرى هي الرياضة حيث اشتهر بلعبة كرة القدم في المدرسة وتأهل فيها ليلعب بفريق أشبال المريخ في نهاية خمسينيات القرن الماضي مع لاعبين اصبحوا كبارا فيما بعد مثل عز الدين الدحيش و علي قاقرين.
مشواره الفنى :
تأثر حمد الريح في بداياته بالفنانين خضر بشير وحسن سليمان الهاوي فتغنى بأغنيات مثل «قوم يا ملاك» و«الدنيا ليل» و«خدعوك وجرحوا سمعتك». وكان عام 1957م هو عام انطلاقة الفنان حمد الريح وولوجه الساحة الفنية بالسودان حيث ظهر آنذاك أمام الجمهور وقدم أول أغنية له في احتفال بمناسبة عيد العمال وافتتاح نادي العمال بجزيرة توتي.
ومن ثمّ انطلق صوت حمد الريح عبر الإذاعة السودانية في أم درمان من خلال برنامج «أشكال وألوان» الذي كان يقدمه أحمد الزبير.
ودوره في تطوير الأغنية السودانية:
يشكل النص الغنائي والكلمة الرصينة الهادفة أهم عناصر فن حمد الريح إلى جانب الموسيقى الخفيفة الراقصة كما كانت الرمزية حاضرة في اعماله الغنائية نصاً ولحنا. ففي اغنيته «الساقية لسه مدورة» قدم حمد الريح لحناً فريداً من أعمال الملحن ناجي القدسي وهي من كلمات الطيب الدوش ارتبط بنص يحمل دلالات سياسية. ولعلّ اغنية «مريا» تعطي أعمال حمد الريح بعداً فريداً في فن الغناء والطرب السوداني فالقصيدة التي ألفها الشاعر صلاح أحمد إبراهيم تنتمي إلى مدرسة التجديد في الشعر العربي..
أنتج حمد الريح خلال مسيرته الفنية أكثر من ستين عملاً غنائياً إلا أن سبعينيات القرن الماضي هي أكثر الفترات إنتاجاً خاصة بعد تعاونه مع شركة منصفون التي أنتجت له أكثر من خمسة ألبومات..
تعاون حمد الريح مع عدد من كبار الشعراء من بينهم عمر الطيب الدوش «الساقية» وعثمان خالد «القلب المقتول» و صلاح أحمد إبراهيم «يا مريا» وإسماعيل حسن «طير الرهو» وعبد الرحمن مكاوي و إسحاق الحلنقي وغيرهم.
له الرحمة المغفرة