تستمر فرفرة عناصر النظام البائد الفاسد هذه الأيام بنشاط بسبب غياب الردع الثوري الناجز، لذلك فهي تعمل على إضعاف أدوات مواجهة نظام النهب والفساد والوقاحة السياسية من قبل عناصر لا تملك أخلاق السودانيين ولا المسلمين، ولا تعرف العيب والحياء والحرام والحلال.
يستغل الفاسدون والسارقون لأموال الشعب أخطاء إجرائية وإدارية وقعت فيها لجنة إزالة التمكين للتشكيك في مبادئ المحاسبة والمساءلة الخاصة بجرائم نظام الإسلامويين. وهم يعملون على توجيه النظر إلى صغائر الأمور والتركيز على مظالم غير مقصودة وقعت على بعض من أدينوا رغم أن قضايا الفساد والنهب واضحة كالشمس ولا تحتاج لقضاة ونيابة لأن مظاهرها تستفز المواطن العادي في كل مكان.
وتعمل هذه الفئة المخربة والانتهازية على تضخيم الأخطاء بقصد هز ثقة المواطن العادي في لجان إزالة التمكين وبالتالي عدم احترام قراراتها أو تعطيل هذه القرارات الثورية، وإفراغها من مضمونها الثوري الشعبي.
من البديهي القول بأن قيام لجنة إزالة التمكين هو من أهم قرارات الثورة الاستراتيجية، وهذا بمثابة محكمة الثورة الأخلاقية لنظام الإسلامويين الفاسد، لذلك تتعرض لحملة شرسة، علينا أن ندعم اللجنة بلا تحفظ وهي في نفس الوقت مطالبة بالارتقاء في أدائها لتطلعات شباب الثورة، وهذا يعني الإسراع في إيقاع عمليات التطهير والإزالة وعدم إضاعة الوقت والتسويف.
من المطلوب أن تعقد اللجنة مؤتمراً صحفياً أسبوعياً تطرح فيه القرارات ثم مؤتمر نصف شهري لاستعراض تنفيذ القرارات والعقبات التي تواجه التنفيذ فالشعب لا يطيق الانتظار وغياب اللجنة عن الساحة لأسابيع كذلك يجب تنشيط لجان الأقاليم ومنحها سلطات أوسع. لو كانت هناك أي تحفظات على عضوية اللجنة يجب التعامل مع ذلك الأمر بشفافية وأن يخضع العضو لنفس المعايير والإجراءات التي تطبق على المدانين من قبل اللجنة، وألا يكون هناك أي شخص فوق القانون. فعلى اللجنة أن تطهر نفسها قبل أن تطهر الآخرين. وهذا مطلب قبلي أن يقدم كل عضو ما يثبت براءة الذمة.
الثوار مطالبون باليقظة المستمرة وألا يتركوا ثورتهم لنهش كلاب الإنقاذ، وعلى شباب لجان المقاومة أن يتركوا السلاح الثوري صاحي باستمرار وأن يردع أي استهتار بقيم الثورة في مهده وهذا هو جوهر شرعيتهم الثورية وألا ينتظروا من الجهاز التنفيذي– الحكومة – أن يقوم بهذه المهمة نيابة عنهم. ويجب فتح بلاغات على كل من يشكك في عمل لجنة ازالة التمكين أو من يحاول تشويه سمعة أعضائها. هذه هي خطة الإسلامويين المكشوفة ان يقوموا بتفكيك أدوات الردع الثوري بالتقسيط المريح واحدة وراء الأخرى إلى أن تجد الثورة نفسها في النهاية عارية من كل أسلحتها الثورية ثم تنفرد بها الثورة المضادة ويقضى عليها بسهولة ويسر. *صحيفة (الديمقراطي)
hayder.ibrahim.ali@gmail.com