نقل إلينا الأستاذ الدكتور عبد القادر أحمد اسماعيل استشاري الطب النفسي المعروف صورة التلاحم بين البلدين؛ السعودية والسودان في وفاة زميل دراستنا وقريب عبد القادر، أخونا الدكتور عبد الله النصري.
د. عبد الله عمل مديراً لمستشفى في بريدة بالقصيم، وكانت جنازته وأيام العزاء صورة نابضة للوفاء الإنساني من سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والمواطنين الذي أحبوا الطبيب الإنسان، رحمه الله.
وبذكرني هذا الموقف بموقفين آخرين من رجال المملكة، فقد كنت في مكتبي بالخرطوم منتصف التسعينيات عندما جاءتني مكالمة من مكتب سمو وزير الداخلية السعودية، وطلبوا رقم الهاتف في منزل الأخ عبد السلام سليمان سعد الذي كان قد عمل مترجماً بمكتب سموه، رحمهما الله جميعاً. وكان سمو الأمير يريد الرقم لتعزية الأسرة بعد سنوات من عمله هناك حسبت أنهم قد نسوه.
وحضرت في الرياض جنازة ومأتم أستاذي الشيخ زين العابدين الركابي، وكان (ولي العهد آنذاك) الملك سلمان قد تكفل بتنظيم العزاء في فندق بالعليا، وكان أبناء سلمان، حفظه الله، موجودين في العزاء بصفة دائمة.
الأخ الدكتور عبد القادر يقول لي وهو ينقل مشاعره: أهل السعودية أصلاء، وفيهم نخوة وكرم، لا ينسون من عاشرهم وعاش معهم.