لقاء خاص بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد (65) يتجدد كما تتجدد مياه النيل، عذبة يتجدد معها اللقاء امرأة الفصول الأربعة السريرة مكي الصوفي كنداكة سودانية من طراز فريد ترفع رأسها بشموخ وهى تحضن علم الإستقلال ورمز الإنعتاق من المستمر، كيف لا وهى التي بكت عندما رفع الرؤوساء اعلام بلادهم في مؤتمر باندونق الشهير عام 1955 و لم يجد الزعيم الأزهري وقتها مايرفعه غير منديل ابيض رفعه على قلمه و جعله رمزية لعلم البلاد، يجيء الحوار بنكهة مختلفة هذا العام ونحن في اعتاب مرحلة جديدة في زمان قاد فيه الشباب التغيير وهم يتوشحون علم الإستقلال بالوانه الثلاثة (فاض النيل على الصحراء فاخضرت) مرددين شعارات ( حانبنيهو)
علم السريرةعلى سطج القمر علم السريرة تم وضعه على سطح القمر وعند اطلاق اول سفينة فضاء امريكية ( ابولو11) و على متنها رائد الفضاء يوري قاقرين حمل معه اعلام كل الدول المستقلة آنذاك ومن بينها علم السودان بالوانه الثلاثة ونصبها على سطح القمر ومن ثم عادت المركبة بعد ان التقطت لها صور في القمر. ومن ثم اهداء صورته الى جانب بض الحجارة المجلوبه من سطح القمر الى حكومة السودان وكان العلم مرفرفا على كوكبي القمر والارض في ذات اللحظة
وقد اهدى الرئيس الأمريكي وقتها ريتشارد نيكسون حكومة السوان العلم الذي صممته السريرة وارتدته الفنانة حواء الطقطاقة لحظة رفع علم السودان وجميعها موجودة في القصر الجمهوري اليوم شاهدة على عظم المرأة السودانية ومكانتها ومشاركاتها في الهم العام السياسي والاجتماعي اصل الحكاية كما روتها السريرة:
جلسنا اليها يحفها ابناؤها مولانا هند وسعادتو عمر والاستاذ طارق وابنها معاوية واحفادها وهم يستمعون من معلمة الأجيال اصل وقصة علم ورمز سيادة بلد استرجعت حلاوة ايام نديه وقالت انتابتني فرحة عارمة لحظة اعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19ديسمبر 1955 دفعتها للتفكير في تصميم العلم بعد ان نظمت قصيدة بعنوان : يابلدي العزيز اليوم تم الجلاء، دفعت الأستاذة السريرة التي كانت تعمل معلمة بكلية المعلمات بأمدرمان بتصميمها في مظروف الى الإذاعة عبر شقيقها حسن مكي ولم تفصح عن اسمها الحقيقي انذاك واكتفت بان رمزت اليه ب ( س، مكي الصوفي) وتضمنت رسالتها الوان العلم مدعمة بمفتاح ذيلت به رسالتها شارحة
دلالات ومعاني الوان العلم وبعد سماعها في الإذاعة قصيدتها رجحت ان يكون انه قد تم تجاهل تصميمها للعلم خاصة انها لم تكتب اسمها صراحة، وعزت ذلك الى وضع المرأة آنذاك الى جانب المكانة الإجتماعية لزوجها ورتبته في الجيش لم تتمالك السريرة نفسها من الدهشة عقب رؤيتها الفنانة حواء الطقطاقة ترتدي خلال مسيرة الستقلال عقب رفع العلم ( ثوبا ) بذات التصميم الذي حاكته اناملها على الرغم من ان بصمة السريرة لاتخطئها عين في العلم، الا ان احد من المسؤولين انذاك لم يستدعها ولم يعرف احد انها وراء تصميم رمز سيادة البلاد وطبقا لإفاداتها فان تنقلات اسرتها بحكم عمل زوجها العقيد بالسجون محمد عوض الله الحسن حالت دون مطالبتها بحقها الأدبي والمادي في تصميم العلم
دلالات الألوان: وحول دلالات الألوان تتحدث بعمق واعجاب بصوتها الجهوري شارحة معنى اللون الأزرق وتقول هو رمز النيل شريان العطاء في السودان، واللون الأصفر رمز الصحراء وهى تمثل جزء كبير من مساحة البلد اما اللون الأخضر هو روح السودان ورمز للزراعة مصدر النماء وتضيف لنا اختصرت الواني وهى المفضلة عندي دوما في (فاض النيل على الصحراء فاخضرت)
محطات مهمة في حياتك: تخرجت في كلية معلمات امدرمان 1941 ومنها انتقلت للعمل في مدرسة العباسية امدرمان ثم بعدها تم نقلها الى مدينة ام روابه كمعلم طبيعة وخرائط ثم انتدبت لفتح لمدرسة بنات الرهد الأولية ثم تم نقلها مرة اخرى الى كلية معلمات امدرمان وتخرج على يديها لفيف من النساء رائدات التعليم في البلاد تفتقت قريحتها بموهبة الرسم وكتابة الشعر منذ بواكيرها وكانت رسةماتها مثار اعجاب ومحط انظار وتواصل سردها لمحطاتها قائلة لاانسى من المحطات المهمة جدا زيارة المفتشة الإنجليزية لحضور افتتاح مدرسة الرهد ووجدت حينها الإشادة والتقدير بسبب خرطة رسمتها لها توضح معالم طريق العودة بسببها تم نقلي مرة اخرى الى كلية المعلمات بسبب الموهبة والدقة في الرسم كما قالت لي المفتشة وقتها وكان ان ذات المفتشة قد غضبت مني خلال احدى الاحتفالات والتي ضمت جمعا من الأساتذة وبحضور وزير المعارف الإنجليزي حينما سألني عن ماهى امنياتك واجبته قائلة: امنيتي ان ارى السودان يتمتع بالحكم الذاتي.. وفي اواخر 1955 تقول انها طرأت لها فكرة كتابة قصيدة مناهضة للإستعمار ومنادية بجلاء القوات الأجنبية من السودان وكان مطلعها يقول : ( ياوطني العزيز – الليلة تم جلاكا)
كلمة اخيرة: اهنيء الشعب السوداني بعيد الإستقلال واتمنى العافية للوطن وابناء الوطن وعاجل الشفاء للمرضى والمصابين والعزاء لكل من فقد عزيز بسبب جائحة كوفيد ((19) وان يرفع البلاء والوباء عن الأمة جمعاء وان يتوحد ابناء الوطن على كلمة سواء ونبذ كل اسباب الفرقة والشتات