انطلقت في الآونة الاخيرة العديد من الدعوات من قبل عدد من قيادات قحت للحكومة بضرورة الخروج الي الشعب والحديث اليه حول مجمل الاوضاع التي تشغله وعلي رأسها الحالة الاقتصادية والمعيشية المتردية وضعف الخدمات وضرورات الحياة وانعدام المواصلات وشح الوقود وغيرها مما يعيشه المواطن من معاناة وشظف ومسغبة فاقت حدود الاحتمال!!
دعاء رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس “عمر الدقير” الحكومة الي إخبار الشعب بما يعيشه من اوضاع مبينا ان الصمت لم يعد خياراً مقنعاً!! كما أشار عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو “صلاح مناع” في آخر مؤتمر صحفي للجنة الي ضرورة خروج الحكومة من صمتها وبيان سبب الازمات التي يعيشها الشعب وتوضيح ذلك بكل صدق وشفافية!! وكلاهما يقول بوجوب الشفافية وتسمية الاشياء بمسمياتها دون مراوغة او التفاف وكأن هنالك شكوك عميقة في شفافية الحكومة تجاه ما تعيشه البلاد من اوضاع؟! وقد نبه من قبل العديد من المراقبين الي ان حكومة حمدوك تفتقر الي الشفافية اللازمة في كثير من سياساتها المعلنة ومعالجاتها للازمات التي تعيشها البلاد؟! وكأن هذه القيادات قد سئمت هي بدورها أيضاً صمت الحكومة وعدم شفافيتها ليس مع الشعب الصابر وحسب وانما حتي مع الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية التي طالما أنَّت بالشكوي من تجاهل الحكومة وتنفيذها للعديد من السياسات دون مشاورتها او استصحابها فيها!!
ومن هنا كان اتهام “اسماعيل التاج” احد القيادات التاريخية لتجمع المهنيين لبعض الجهات بالعمل علي عزل الحكومة عن الشعب واحداث فجوة وجفوة مابينهما!! ولا ننسي ما خطه يراعه من قبل حول “عش الدبابير” الذي احاط “حمدوك” نفسه به؟!
السؤال الذي يطرح نفسه امام هذه الدعوات هو لماذا الان وليس سابقا؟ ما الذي طرأ حتي تنطلق هذه الدعوات المطالبة بشفافية الحكومة اوكما دعاها “الدقير” : لمخاطبة شعبها وترك الصمت ازاء الاوضاع الاقتصادية؟!
هل هذه الدعوات نتيجة تمرد الشارع علي كليهما (الحاضنة وحكومتها)؟! وخشيتهما من غضب الشارع الذي بات ككرة اللهب تتسع كل يوم وتكبر حتي تلتهمهما وتقضي علي الاخضر واليابس!! وربما تستعصي الاوضاع وتتلاشي قدرتهما علي السيطرة والتحكم بهذا الشارع الذي خرج عن الطوع وبات يملك خياراته بعيدا عن قحت وحكومتها؟!
ام تحاول بعض تيارات قحت اخلاء طرفها من حكومتها الفاشلة؟!!.