د. مريم الصادق المهدى :
ما الغريب ان اشييد قصرا وجدى كان عنده طيارة .؟!
خطيبى لم يكن يعرف اننى بنت الصادق المهدى ! وتزوجته عن حب !
دخلت السياسة عن طريق العمل المسلح وقمت بقيادة السيارة من ارتريا الى ام درمان .!
اختارتنى الخارجية الامريكية ضمن الذين يتوقع لهم مستقبل .
الرائد طبيب مريم الصادق المهدى –شخصية غنية عن التعريف –فهى سليلة اسرة سياسية حتى النخاع – انتقلت اليها عدوى السياسة رغم مقاومتها لها بدراسة الطب وممارسته لفترة وجيزة – فسرعان ماانتزعتها السياسة وقذفت بها الى اتونها المتغلبة وايقظت المارد السياسى الكامن فى اعماقها منذ نعومة اظافرها –وانخرطت فى اللعبة السياسية بكل متعة ومهنية وحنكة وعرفت خبايا واسرار اللعبة من اجترار ذكريات طفولتها ونشاتها فى بيت لا يتحدث غير السياسة –لذا امتهنت السياسة بكل شراسة ودراية واصبحت من القيادات البارزة فى حزب الامة القومى العريق وربما يقودها طموحها الى خلافة والدها –التقتها الاهرام اليوم فى حوار غير تقليدى حاولت فيه النائ عن السياسة وسمحت لنا بتصفح بعضا من اوراق حياتها الخاصة
حوار : سعاد عبد الله
قبل البدء في الحوار اعتذرت عن التاخير قليلا عن موعدنالان لديها عمال فى المنزل .قلت لها تقصدين القصر الذى تقومين بتشييده ؟ ردت ضاحكة هذا ما اثارته الصحف ان مريم تبنى قصرا وطبعا ده كلام غير صحيح لان بناء القصور لن يكون سرا .وفقط ما نقوم به هو تشييد جزء صغير داخل منزل اسرة زوجى .واردفت لاادرى ما الشىء الغريب فى الامر ان يكون لدى منزل فكل زملائى واقاربى لديهم
منازل . شنو يعنى يكون عندى منزل وانا جدى كان عنده طيارة !
س- من هى مريم الصادق التى ذاع صيتها ؟؟
ج- هى مواطنة سودانية وام لست اطفال وامراة عاملة .
س-من هو زوجك ؟ ولماذا ظل بعيدا عن الاضواء ؟ وانتى تتربعين على قمة الشهرة ؟
ج- زوجى هو د. عادل شريف احمد خاطر ويعمل مساعد لبعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالسودان , خريج جامعة جوبا وهو من المخلصين جدا للجامعة وللعلاقة مع دولة جنوب السودان وهو انسان سياسى مسؤل لكنه غير منتمى لاى حزب سياسى . الان اختير لمجلس ادارة جامعة بحرى كامتداد لجامعة جوبا .
س- كيف تم التعارف بينكما ؟ و هل تم الزواج عن حب ام كان زواجا تقليديا عن طريق الاسرة ؟
.ج- مؤكدا ان زواجى من عادل كان عن حب .وعموما الزواج بالنسبة لى لم يكن مسالة محورية رغم ان عاداتنا السودانية ترى انه ليس للمراة قيمة الا بعد ان تتزوج ! وانا من حولى سيدات معجبة بهن جدا وهن غير متزوجات منهن اختى الكبيرة وامى نمرة 3 وهى رشيدة محمد عبد الكريم اول واخر وزيرة فى عهد ديمقراطى وايضا الاستاذة الرقم سارة نقد الله .وبوضوح لا افتكر ان الزواج ضرورى بالعكس فى تصورى العام افتكر ان الزواج يعيق فى تقدم المراة ويحد من تطوير طموحها ,-وانا تمت خطوبتى فى فترة الديمقراطية الثالثة ولكن لحظة قيام انقلاب الانقاذ اعلنت عدم موافقتى على اتمام الزواج ! وذلك لانه اصبح لدى مهمة استرجاع وتحرير الوطن وبالتالى اصبح لدى موقف ضد الزواج لاعتقادى انه سيكون عائقا ضد العمل الفدائى والمتفرغ .
س—اذن كيف تجاوزتى هذا القرار هل ساهم الحب فى ذلك ؟
ج- انا عندما التقييت زوجى عادل لم نكن زملاء دراسة ولم نكن نشتغل فى مكان واحد ولم يكن من اولاد الجيران ولا اولاد الاهل . وتعرفت على عادل بالصدفة وذلك فى العام و1992وكنت حينها طبيبة امتياز وكان الدكتور الذى اقدره طارق اسماعيل حميدة اعترته وعكة صحية ويحتاج لعلاج يصعب توفره انذاك كما كانت صديقتىا المهندسة نجوى عباس قدح الدم تبحث لعلاج لوالدتها المريضة . وحينها ساعدتنى صديقتى منذ الطفولة نجلاء الرفاعى فى الحصول على الادوية عن طريق عادل وصديقه كابتن وداعة محمد نور وقالت لى الزول ده تقصد زوجها عادل ساكن وبشتغل هنا لو احتجتوا لاى دواء هم بجتهدوا فى توفيره لكما والشاهد اننى ذهبت له فى مكتبه برفقة زميل وكنت لا اعرفه واعطانا الدواء ومن هنا بدات المعرفة والاهتمامات المشتركة ولفت نظرى انه كان انسان خدوم وانسانى ومحترم وشخص مميز . بعدها الامور بيننا اخذت منحنى اخر واخذ الحبيب الوالد الامام زمن فى التحرى عنه لانه كان خارج السياقات بتاعتنا . والطريف فى الامر ان عادل عرفنى كطبيبة ولم يكن يعرف طيلة فترة علاقتنا وتعارفنا اننى بنت الصادق المهدى وحتى عندما دخل منزلنا لاول مرة لم يكن يعلم ان هذا منزل الصادق المهدى وطبعا هذه كانت من اجمل الاشياء فى علاقتنا لانه عرفنى كزميلة فقط .وبعد معرفته لم يغير ذلك فى علاقتنا .بعد ذلك تم عقد القران فى سبتمبر 1995وتم الزواج فى قبراير 96 وولدت طفلتى الاولى فى ديسمبر 96 ومكثت مع زوجى سنة فقط وبعدها خرجت فى الهجرة لمدة ثلاث سنوات قضيتها خارج السودان .وقد وجدت من زوجى كل الدعم والسند والصبر والمساندة وهذه نعمة كبيرة احمد الله عليها ان عرفنى بزوجى عادل ولا يمكن ان تكون فى علاقة الزواج هذه المعانى المذكورة من مودة ورحمة ما لم يكن هنالك احترام متبادل ومودة وهذا هو تعريف الحب . واضافت كما ذكرت لك زوجى بعيد عن الاضواء لكنه موجود فى مركز الفعل الانسانى كان عضو نشط فى العمل الانسانى منذ ان كان طالب والان تم تكريمه مرتين فى مجال عمله فى السلجنة الدولية للصليب الاحمر وذلك بتوطيد القانون الدولى الانسانى فى السودان ولم تكرمه الحكومة السودانية لانها لا تكرم الا الذين ينتمون لها رغم ان عادل يجد كل التقدير والاحترام من جميع القطاعات التى يتعاون معها فى القوات النظامية فى الشرطة والاستخبارات العسكرية وهو معروف جدا فى مجاله لكنه هو بطبعه لايحب الاضواء ولديه صداقات واسعة فى عالم الشعراء والفنانيين والدراميين والتشكيلين ولم يمارس هذه الاشياء ولكن لديه اهتمامات بالتذوق لها .
س- من هم ابناء مريم المهدى ؟
بنتى الكبرى ولدتها قبل الهجرة ب19 يوم لذلك اسماها الحبيب والدى سراء وهو اسم مشتق من اسم جدتها سارة واخترنا لها انا ووالدها اضافة اسم تهتدون واصبح لها اسم مركب هو سراء تهتدون وعمرها الان 16 سنة وهى طالبة بالسنة الاولى جامعة الخرطوم وتدرس اقتصاد وعلوم سياسية .وقد عاشت معى مدة سنة ونصف فى المعسكرات بارتريا وكنت اتوقع لها ان تكون من اوائل العسكريات بصورة مهنية خاصة انها رياضية تلقت تدريبها على يد اخوالها ورغم ذلك للاسف لم تختار العسكرية .اما شقيقتها التى تليها عزة بالصف السابع والابنة الثالثة هى رضوان بالصف الخامس والابنة طاهرة بالصف الرابع واخر العنقود التؤام الصادق وشريف وهم فى الصف الثانى وقد اختار اسمائهما الحبيب على اسما اجدادهما وكل ابنائى يدرسون الان بالمدرسة العالمية التابعة لوزارة الخارجية القسم العربى .
س-جدك المهدى والدك رئيس حزب سياسى كبير وكان رئيس وزراء فى حقبتين –ووالدتك سارة الفاضل كانت معجونة بالسياسة-هل ساهمت هذه التنشئة فى تهيئتك واعدادك باكرا سياسا؟؟
ج- نحن منذ الطفولة نشانا فى ظروف التغلبات السياسية . فى السودان كل شئ عام هو بالنسبة لنا خاص بصورة مباشرة –اسمى فى شهادة الميلاد هو مريم المنصورة وذلك تيمنا –بانتخابات 1965 وجاء تاريخ ميلادى فى يوم 28 يناير 1965 وكانت امى هى حامل بى تشارك فى المظاهرات والاجتماعات هذا كان شان امى وهى سيدة سياسية ومشاركاتها فى الاحداث السياسية جعلتها تتعرض للولادة المبكرة فى حملها بشقيقتى رباح ووعند انقلاب مايو وضعت امى اختى طاهرة فى مارس 1969 وكان عمرها اقل من 40 يوم عندما اعتقلت امى ودخلت السجن وكنت اشيل طاهرة وانا عمرى 4 سنوت لذا اشعر فى وجدانى الخاص ان اختى طاهرة هى ابنتى .اما اخى محمد احمد الفرق بينى وبينه 10 سنوات وعندما كان عمره 6 اشهر حاولت امى الخروج به خارج السودان ابان محاولة انقلاب المقدم حسن حسين وتم القبض عليها فى المطار واصبحت انا المسؤلة عنه فى غيابها –وكنا نتاثر بحدوث الانقلابات وفى انقلاب مايو كنا نلعب بالرصاص الفارغ لانه يقع داخل منزلنا بجوار الاذاعة وكان عندما تحدث مواجهات مع الجيش يتم ترحيلنا لمكان اخر لاننا اطفال لذا كنا نتاثر بكل التغييرات التى تحدث فى البلد تكون فى اطار عام وبالنسبة لينا تكون فى اطار خاص وانقلاب الانقاذ اثر علينا بصورة اخص –وفى احداث الجزيرة اباالتى لا اتذكرها جيدا لان عمرى كان حينها 5 سنوات واتذكر سافرت مع امى فى طائرة وهى قالت لى فعلا سافرنالاسلم رسالة من والدك للشهيد الامام الهادى .
س- د. مريم التى درست الطب –كيف ولماذا هجرت المهنة وانخرطت في غمار السياسة؟
ج- حقيقة بعد تخرجى من كلية الطب كنت لا انوى الدخول فى عالم السياسة
وتخرجت فى ظروف شدة القمع وكنت متمترسة ان اكون فقط طبيبة . لكن هجرة الامام فى ديسمبر 1996—قلبت تفكيرى 180درجة وطيلة سنة 97-كنت مصرة ان استمر طبيبة وزوجى كان يعلم ذلك وكنت ملتزمة بواجبى فى النبطشية بمستشفى الخرطوم – ورغم ذلك كنت لا انام ليلا لشعورى بالالم والندم وكانت اختى طاهرة وزوجى يلاحظون ذلك ويقولون لى انتى لو خرجتى للحاق بالوالد فى اسمرا لن تعودى مرة اخرى .وفى خضم ذلك الوضع سافرت برفقة زوجى وابنتى لحضور مؤتمر حزب الامة الرابع باسمرا وكان زوجى فى طريقه لزيارة اخته فى امريكا وكنت مخططة لامكث فى اسمرا لثلاث ايام فقط – ولكن لحظة وصولى اسمرا سقطت كل هذه الاشياء من ذاكرتى عندما تم تنظيم زيارة لنا لمعسكرات حزب الامة هناك لمدة ثلاث ايام وحينما اخبرنى شقيقى الامير عبدالرحمن بوجود كلية عسكرية وسالنى لو كنت اريد الانضمام لها ؟ ولم افكر بل وافقت على طول والتحقت بها واكملت فترة التدريب الاساسية وكنت الاولى على دفعتى
الاهرام اليوم ٢٠١٣