خاص لـ” التحرير “:
أعرب مساعد رئيس حزب الأمة القومي المستشار البشرى عبد الحميد عن استغرابه في شأن ما أوردته قناة ” الإخبارية” السعودية عن حزب الأمة القومي، وموقف رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي بشأن الوضع في الخليج والأزمة في اليمن ، وجدد تأكيد أن لا علاقة للحزب بـ” الإخوان المسلمين”، وأن مواقفه بشأن أزمة الخليج واضحة ومعلنه، ورأى أن “قناة” الإخبارية” في موقف لا تحسد عليه أمام مشاهديها، الذين يعرفون مواقف الحزب ووسطية قيادته، وموقعه على الخريطة السياسية في السودان.
وكان المستشار البشرى يرد على أسئلة” التحرير” حول ما بثته ” الإخبارية”:، واستهل حديثه بقوله: “إن حزب الأمة القومي السوداني قد أصيب بالدهشة والعجب من الخبر الذي أرودته ” الإخبارية” السعودية، وخصوصاً أنها وسيلة إعلامية سعودية، إذ عرفت وسائل الإعلام السعودية بمواقفها المتوازنة فى نقل الأخبار، والبعد عن الإثارة، وما كان للأخبارية أن تقع فى فخ نقل معلومات مغلوطة فى ظل عالم يعيش ثورة معلوماتية هائلة جعلت الحقائق والمعلومات في متناول الأيدي، وكان على الأخبارية الحصول على المعلومات الموثقة مباشرة، بدلاً من بحثها ونقلها عن مصادر مجهولة، لم تسمها.
ورأى أن “من بواعث الدهشة والعجب وصف حزب الأمة القومي الذي ذاق الأمرين من الإخوان المسلمين في السودان بالحزب “الإخواني”، وهذا ما يجعل قناة في حجم “الإخبارية” في موقف لا تحسد عليه أمام متابعيها الذين يعرفون تفاصيل الخارطة السياسية في السودان، وموقع حزب الأمة على الساحة السودانية، وفكره ومواقفه”.وشدد على “أن حزب الأمة حريص على توضيح الحقائق؛ احتراماً للمشاهد والمستمع والقارئ العربي، وليس دفعاً لتهمة لا يسندها أي دليل، ولا يسوغها أي تحليل منطقي مدرك للمواقف المعلنة للحزب وتاريخه النضالي الطويل”.
وقال البشرى: “إن في صدارة الحقائق أنه لا يمكن لأي متتبع للمشهد السياسي السوداني أن يربط بين حزب الأمة القومي والإخوان المسلمين، إذ ظلت أقوال الحزب وأفعاله توضح بجلاء المفارقة والمباعدة بين نهجه ونهج “الإخوان المسلمين”، بل إن حزب “الجبهة الإسلامية القومية” الكيان الحاضن للإخوان المسلمين هو من انقلب على النظام الديمقراطي، الذي كان يتولى فيه رئيس الحزب (الإمام الصادق المهدي) منصب رئيس وزراء السودان؛ ليدفع الحزب وأعضاؤه ثمن موقفهم الرافض لنهج هذه الجماعة سجناً، واعتقالاً، وتشريداً، ومصادرة لأموالهم وأراضيهم، ويظل حزب الأمة القومي هو الحزب السوداني الوحيد الذي لم يشارك حتى تاريخه الإخوان المسلمين في حكمهم السودان”.
وبشأن مواقف الحزب من القضايا العربية والدولية، أكد أن حزب الأمة القومي يعلن مواقفه من القضايا العربية والإسلامية والدولية عبر قنواته المختلفة بعد صدورها من المؤسسات المعنية، إيماناً بأهمية وضوح المواقف، والإسهام في الطرح الفكري والسياسي المعين على التعامل الواعي، والتفاعل الحيوي مع جميع القضايا والأحداث.
وأضاف أنه”بعد حدوث مشكلة قطر والدول الخليجية أصدر حزب الأمة بياناً واضحاً بتاريخ السادس من يونيو 2017م أكد فيه “أن مجلس التعاون الخليجي مؤسسة تضامنية عربية حققت درجات من النجاح يجب المحافظة عليها”، مبدياً الأسف لما حدث، ومطالباً بالعمل على تجاوز الخلافات داخل الأسرة الواحدة، ومنادياً الأطراف كافة للتحرك لرأب الصدع من منطلق ” ن المستفيدين من الخلاف هم الغلاة والإرهابيون وتجار السلاح وإسرائيل”.
وتابع قائلاً : “ظل رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي بوصفه رئيس” المنتدى العالمي للوسطية الإسلامية” يدعو إلى التعامل بسماحة الإسلام ومحاربة الإرهاب والارعاب بأشكاله المختلفة فى مختلف اللقاءات الفكرية والمناسبات السياسية، وهو أمر منشور، وموثق ولا يستطيع أحد المزايدة عليه في ذلك، بل إن الإمام ذهب إلى مستويات عالية من التسامح حين تعامل بسماحة مع من انقلبوا عليه ( انقلاب البشير) واغتصبوا السلطة بليل، وظل يدعو إلى ضرورة حل مشكلات السودان بالوسائل السلمية، وتجنب ويلات النزاعات والحروب، وهو يكرر فى كل مناسبة القولة المشهورة: (من فش غبينتو خرب مدينتو)”.
وقال البشرى في حديثه إلى ” التحرير: “إن موقف حزب الأمة إزاء الأزمة اليمنية معلن ومعروف لكل متابع ، ولا يحتاج إلى تلمسه لدى “مصادر غير معلومة” كما أشارت ” الإخبارية”، وقد دعا الحزب منذ بداية أزمة اليمن إلى حل المشكلات بين الأشقاء بالتراضي والتوافق تجنباً؛ لمآلات الحروب، وقفلا لأبواب الشر التي تساعد على نمو الإرهاب، ومنعاً لهدر إمكانات الشعوب العربية ومقدراتها في نزاعات تترك في النفوس شروخاً وتشوهات، ويأتي ذلك من نهج الحزب القائم على قيم التسامح ، ونبذ العنف، ومكافحة الإرهاب، وسد منافذه، ومن بينها الخلافات والمنازعات، التي تهيئ بيئة مواتية للعنف والإرهاب”.
ولفت المستشار البشرى في سياق حديثه إلى أن قناة “الإخبارية” السعودية: بثت كلاماً نسبته إلى مصادر ( مجهولة)، ولم تسأل حزب الأمة أو رئيسه عن مواقفها رغم إأها معلنة .وأكد “أن رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي على استعداد تام للحديث إلى ” الإخبارية” وأجهزة الإعلام المختلفة، لتوضيح مواقف الحزب في شأن القضايا كافة، التي تشغل الراي العام الإقليمي والدولي”.
وكانت “الإخبارية قالت: “إن سفير قطر في السودان والصادق المهدي يتفقان على تأليب الرأي العام السوداني ضد المملكة”، وأشارت إلى أنه “تم الكشف عن خطة “إخوان السودان” لتأليب الرأي العام ضد السعودية”، و”أن المصادر اتهمت – وفقا لخبر الإخبارية – ما سمته بـ”حزب الأمة الإخواني في السودان ورئيسه الصادق المهدي بالتحريض ضد مشاركة السودان في تحالف دعم الشرعية في اليمن بعد اتفاقه مع السفير القطري”، وقالت القناة بناءً على مصادرها غير المعلنة “إن خطة حزب الأمة الإخواني ترتكز على المطالبة بقبول موقف السلطات في الدوحة”.