أكد عدد من الخبراء والمحليين السياسيين السودانيين أن العلاقات السودانية الروسية أضحت في تطور مستمر ومتسارع بما يخدم مصالح الدولتين ، وبرزت مؤخرا بمبادرة لرجل الاعمال الروسي يفغيني بريغوزين الذي وزع مليون سلة رمضانية على مليون من الاسر السودانية المحتاجة والمتعففة بإشراف لجان المقاومة وعدد من المنظمات الطوعية المحلية.
واوضح الدكتور ناجي علي بشير الخبير والمحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية أن العلاقة بين البلدين بدأت مسيرة تطورها بعد الثورة السودانية في أعقاب القمة الروسية الافريقية التي شرفها بالحضور الفريق أول عبدالفتاح البرهان على رأس وفد عالي المستوى من الخبراء والعلماء والدبلوماسيين السودانيين مبيناً أن البرهان كانت له لقاءات منفصلة ومغلقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع خلالها لبنات قوية وواضحة للعيان لعلاقات سودانية روسية متطورة أدهشت جميع المراقبين.
وقال الدكتور ناجي أن الوفد السوداني الكبير الذي شارك في القمة عقد لقاءات متخصصة مع نظرائهم الروس تم خلالها توقيع عدد كبير من إتفاقات التعاون بين البلدين مؤكداً أن روسيا ومنذ عهد الاتحاد السوفيتي ليس لديها ماضي إستعماري أو أسود بغيض في القارة الافريقية يتعلق بتجارة الرقيق ولم تطلق الرصاص يوماً على الافارقة لافي بلدانهم ولافي روسيا منوهاً إلى انها لم تمارس التفرقة العنصرية طوال تاريخها قط بل إنها بنت جامعات كبيرة للافارقة وأسمتها جامعات الصداقة تقدم من خلالها منح الدراسات الجامعية وفوق الجامعية للطلاب الافارقة وساندت ودعمت كل حركات التحرر الافريقية من الاستعمار وأستضافت قادتها في الاراضي الروسية مبيناً أن روسيا ولكل هذه الاسباب أنفة الذكر مؤهلة لبناء علاقات بناءة وقوية مع كل الدول الافريقية في كل المجالات السياسية والاقتصادية ومحاربة الارهاب على عكس الدول التي لها ماضي إستعماري بغيض في أفريقيا والتي لايتذكرها الافارقة وإلا وتذكروا معها المأسي والحزن والقتل والاستعمار والجرائم ضد الانسانية في الحقب الاستعمارية وحقب تجارة الرقيق.
وأشار الدكتور ناجي إلى إن السودان بعد ثورة ديسمبر إنفتح في علاقاته الخارجية على كل العالم وهو لاينظر لعلاقاته مع روسيا كما يراها الغرب الذي ينظر إليها من منظار التنافس الدولي لاسيما الولايات المتحدة الامريكية مشدداً على ان السودان شعاره بعد التغيير النأي عن المحاور الاقليمية والدولية التي إنتهجها النظام السابق وبناء علاقات خارجية من منظور سوداني خالص لايقوم على أي أيدلوجيا بقدر مايقوم على سياسات الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع المشتركة وتنسيق المواقف في المحافل الاقليمية والدولية بما يخدم المصالح السودانية ومصالح الاصدقاء الدوليين مؤكداً ان مصالح السودان العليا في علاقاته الخارجية لامساومة عليها.
وعلى صعيد متصل أرسل الدكتور نورين عبدالقفا رئيس حزب الغد الديمقراطي الخبير والمحلل السياسي رسائل محبة وتقدير وإحترام لرجل الاعمال الروسي يفغيني بريغوزين الذي قام بتوزيع مليون طرد رمضاني على مليون أسرة سودانية من الاسر المحتاجة والمتعففة داخل ولاية الخرطوم مؤكداً أن ذلك يمثل إنعكاس مباشر لتطور العلاقات السودانية الروسية موضحاً أن الشعب السوداني بأكمله ومنظمات المجتمع المدني السودانية ولجان المقاومة لن ينسوا هذه اللفتة البارعة وهذه المكرمة التي أتت في وقت يمر فيه السودانيين بصعوبات إقتصادية كبيرة ترافقت مع شهر رمضان المعظم.
ودعا الدكتور نورين عبدالقفا الحكومة السودانية لمزيد من تطوير العلاقات الرسمية والشعبية مع جمهورية روسيا الاتحادية مؤكداً أن وضع بيض العلاقات الخارجية السودانية في سلة واحدة سيضر السودان وسينتقص من سيادته الوطنية وإستغلالية قراره السياسي وسيجعله دوما مرتهن للخارج مشدداً على أن علاقات خارجية متعدد ومتوازنة وعالم متعدد الاقطاب خير من عالم تتحكم به منظومة دولية واحدة وتتحكم معه في مصائر الدول والشعوب.