تعكس مطالبة قيادات من قبيلة المساليت مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار عاجل بارسال قوات دولية محايدة لحماية المدنيين في دارفور، وجود طرف آخر
يعمل على هدم السلام بتشجيع القبائل على الاصطفاف والاقتال. في الوقت الذي تم فيه إسناد عملية تنفيذ ومراقبة السلام في السودان لدول الترويكا وفقاً لحديث ادلي بهذه وزير الداخلية الفريق عز الدين الشيخ في ورشة خصصت للتراضي والتعايش السلمي لمكونات غرب دارفور . ولهذا فإن الدولة السودانية أصبحت مراقبة بالمؤسسات الدولية في تحقيق السلام.
ويقول المراقبون لعملية السلام في السودان إن اتفاقية جوبا للسلام عالجت جذور المشكلة في السودان ، فمسألة الأرض والحواكير تمت معالجتها في الاتفاقية وبالتالي أصبحت كل الحقوق التاريخية للمواطنين والقبائل محفوظة بالسجلات والقوانين، ولا يوجد مبرر للنزاعات مجدداً.
وقد استبشر المواطنون والنازحون بالمعسكرات وغيرها بما تم التوصل اليه في اتفاقية السلام بجوبا بشأن معالجة جذور أزمة دارفور وخاصة موضوع الحواكير والأراضي بصورة نهائية.
وراي الخبير والمحلل السياسي المهندس محمود تيراب إن الصراع السياسي يعصف بالوجود المجتمعي لكل المكونات ويهدد النسيج الأجتماعي والأستقرار وهذا ما يزيد من تفاقم الاوضاع بالمنطقة ويزيد من المخاطر.
وحذر مراقبون ومحللون من خطورة السعي لتدويل أزمة غرب دارفور في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو السلام والاستقرار.
واعتبر ناشطون تهرب ورفض ممثلي قيادات المساليت من المشاركة في ورشة للتعايش السلمي والاجتماعي خاصة بغرب دارفور تم الاعداد لها مسبقاً وخاطبها وزير الداخلية وعدد من الجهات تعقيد للأزمة ومحاولة مستميتة لاشعال الفتنة.
ويقول خبراء كان المأمول مشاركة كل القبائل في غرب دارفور في الورشة لاقرار أسس التعايش السلمي والاجتماعي، إلا أن غياب المساليت كطرف يعرقل هذه المساعي ويعكس حجم الاخطار التي تم التخطيط لها جيدآ من قبل طرف له مصلحة في زعزعة الاستقرار والامن بالمنطقة للوصول إلى مصالحه الخاصة وتحقيق أغراضه في نهب الثورات من خلال إشاعة الفوضى.
ويتساءل الخبير والمحلل السياسي محمد الحسن خالد لماذا لم نقبل بالآخر؟ ولماذا الركون إلى الصراع السياسي الذي يعصف بالوجود المجتمعي لكل المكونات ويهدد النسيج الأجتماعي والأستقرار وهذا مكمن الخطر.
ووضح ان عدم التراضي وقبول الآخر والعيش مع بعض يتعارض مع السنن الكونية، حيث وجدت البشرية لتتعايش وتعمر الأرض وليس خرابها والفساد فيها. وقال في هذا الخصوص ليس هناك اسوأ من تجربة الفصل العنصري في جنوب افريقيا والتناحر القبلي في رواندا.
واشار إلى الآثار السالبة المترتبة على الاصطفاف القبلي بغرب دارفور على الأمن والسلام في السودان ومنطقة غرب أفريقيا التي تعاني الصراعات وأنشطة الجماعات الإرهابية.