فوز منتخب السودان لكرة القدم على نظيره الليبي ١/صفر وتأهله لخوض منافسات كأس العرب ،بملعب خليفة الدولي بالدوحة مساء اليوم (١٩ يونيو ٢٠٢١) لا يشكل – كما أرى- مجرد فوز رياضي،بل هو مؤشر يعكس مرحلة عودة السودان (الوطن ) الى المحافل والفعاليات الاقليمية والدولية كافة، عن جدارة واقتدار.
هذا الانتصار الذي سطره (صقور الجديان) في ملعب خليفة الدولي اتسم أيضا بطعم خاص ومتميز.
الانتصار جرى في ملعب من أهم الملاعب التي جهزتها دولة قطر تجهيزيا راقيا وعصريا ،يليق أولا بمكانتها الاقليمية والدولية الفاعلة ،وبما تعنيه استضافتها كأس العرب ٢٠٢١ ،ثم منافسات كأس العالم ٢٠٢٢.
بعودة منتخبنا السوداني بشبابه الرائعين الى ميدان فوز مستحق ،فان هذه العودة الظافرة تضاف الى سجل انتصارات شعبنا المكافح والمناضل و صاحب الانتصارات الكبرى للوطن ، التي تنتزع مكانة الشعب بارادته الفولاذية التي لا تلين،ولا تنكسر.
معلوم أن أوضاع شعبنا كلها تراجعت خلال سنوات القمع لارادة الشعب الذي انتصر بثورته السلمية الباهرة، وشمل التراجع وما زال الرياضة ومجالات عدة.
رغم ضعف الرعاية للاعبين والموهوبين والمبدعين في مجالات عدة الا أن ذلك لم ولن يمنع منتخباتنا والمبدعين من انتزاع الفوز وتسجيل حضور متميز في هذا البلد أو ذاك ،بالموهبة والقدرات ونبض اللاعبين (رجالا ونساء) وهو نبض يضع الوطن في حدقات العيون.
شعبنا السوداني(صانع الأمجاد) يعشق كل جميل، وأي ميدان يصنع الأفراح كميادين المواكب الشعبية الحاشدة التي صنعت ثوراته السلمية في اكتوبر ١٩٦٤ وابريل ١٩٨٥ وديسمبر ٢٠١٨، ولا يضاهي هذا العشق سوى عشقه ل (المستديرة).
هذا عشق تاريخي قديم متجدد كما تتجدد تطلعات السودانيين بالأمس واليوم الى غد وحياة تليق بكرامة شعبنا وتضحياته في سبيل العيش الكريم، كما تطلع ويتطلع الشعب بالأمس واليوم الى قيادات (في كل المواقع و المجالات) في مستوى نضاله ووعيه بأولوياته و تطلعاته وأحلامه المشروعة.
في هذا السياق يستحق منتخبنا لكرة القدم الإشادة على أدائه اليوم وانتزاعه الفوز الصعب ،بالمثابرة والاستماتة في سبيل رفع رايات النصر في ملعب دولي في قطر ،التي لها ولشعبها مكانة متميزة في قلوب وعقول عدد كبير من السودانيين،وخصوصا من قضوا أجمل سنوات عمرهم وأفنوها يعملون في الدوحة أو الوكرة أو الخور ، أو مسيعيد ، أو الجميلية ، أو الغويرية، أو الشمال وغيرها من الأمكنة، التي احتضنت السودانيين (رجالا ونساء) بمحبة متبادلة واحترام متبادل.
(سودانيو قطر) كعادتهم احتضنوا المنتخب السوداني خارج الملعب وداخله ، وقد سجلوا (رجالا ونساء) حضورا حيويا دافئا،ورفعوا علم السودان ،وغنوا للوطن الحبيب .
المنتخب الليبي رغم خسارته نتيجة المباراة فانه سعى جاهدا للفوز، وأعتقد بأنه أدى مباراة كبيرة وصعبة ،وأتمنى أن يحقق أشقاؤنا وإخواننا في ليبيا -الذين تربطني بعدد من صحافييهم وشخصياتهم الوطنية علاقة تقدير متبادل- نقلة نوعية لبلادهم وللرياضة ، بعدما بدأوا مشوار (التلاقي السياسي).
معلوم أن قرعة كأس العرب التي ستقام في الدوحة ، في شهر ديسمبر المقبل، أوقعت المنتخب السوداني في المجموعة الرابعة مع المنتخب المصري، ومنتخب الجزائر، والفائز في مباراة منتخبي لبنان وجيبوتي .
مبروك للشعب السوداني، صانع الأمجاد، فوز (صقر الجديان) في مشواره الأول ، وأدعو الحكومة السودانية الى رعاية الموهوبين والمتفوقين والمبدعين من خلال عمل (مؤسسي) يشمل المجالات كافة،وبينها الرياضة.
مبروك لقطر الاستضافة الناجحة لأولى منافسات بطولة كأس العرب ٢٠٢١ في ملعب دولي ، وفي اطار تحضيرات حيوية ،توطئة لاحتضان منافسات كأس العالم ٢٠٢٢.
– لندن- ١٩ يونيو ٢٠٢١