بما بسبب الحظر الصحى الذي فرض على الجميع “هنا” البقاء في بيوتهم إلا للأعمال الضرورية والفحوصات الطبية أصبحت في الاونة الأخيرة كثير الأحلام، قبل يومين وجدت نفسي في المنام وأنا في إجتماع أسرة تحرير صحيفة ودار نقاش حول الوضع في الصحيفة وأوضاع الصحفيين وكل العاملين بها .. ربطت هذا الحلم باطلاعي نهار اليوم السابق على الحوار الذي أجرته الصحفية وجدان طلحة ل “السوداني” مع عميد الصحافة السودانية أستاذنا محجوب محمد صالح في عدد الأحد25 يوليو.
في اليوم التالي رأيت نفسي في المنام أتناول مسألة إحياء سكك حديد السودان مع مسؤول فقال لي : إن هذه المشكلة بدأت في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري عليه رحمة الله، وفي ذات الحلم وجدت نفسي في القطار وأنني فوجئت بشخص قد جلس في مقعدي ودخل معي في حوار في ذات الموضوع.
لن أدخل معكم في تفاصيل هذه الهلوسة المنامية يكفي أنها أعادتني للشعار الذي رفعه أنصار إحياء سكك حديد السودان”لابديل للسكة الحديد إلا السكة الحديد” ولمن قد يسأل لماذا هذا الإهتمام بسكك حديد السودان وأنا في هذه القارة النائية وغيره من القراء أذكركم بأنني”زول سكة حديد”.
ليس فقط لأنني عشت سنوات عمري الأولى في عطبرهعاصة السكة الحديد إنما لأن جدي أبوالحسن عليه رحمة الله كان رئيس عمال دريسة ضمن الذين مدوا خطوط السكة الحديد في السودان، وكان والدي عليه رحمة الله يعمل صرافاً في خزينة السكة الحديد.
عندما كنت صغيراً كنت أستمتع بصحبة أبي في “الصالون” الذي يستغله في المأموريات التي يقوم بها لصرف المرتبات الشهرية للعاملين في المحطات المختلفة، بل إنني حاولت شخصياً العمل بالسكة الحديد لكنني لم اوفق وقد إلتقى بي في وقت لاحق من أجرى معى “الإنترفيو” للعمل بالسكة الحديد بعد أن تفرغت للعمل في الصحافة فقال لي : الحمد لله الما اشتغلت بالسكة الحديد.
أعود لأحلامي وهضربتي التي زادت في الاونة الأخيرة التي كما يقول علماء التحليل النفسي وتفسير الأحلام انها تعبر عن إهتمام الإنسان وانشعاله بها في يقظته، لا يخفى عليكم إهتمامي بما يجري في السودان خاصة بعد انتصار الإرادة الشعبية وتطلع المواطنين لتحقيق أهداف ثورتهم في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة لهم، وأنني من أنصار إحياء شريان السودان – السكك الحديدية – لأنها إحدي وسائل تمتبن أواصر العلاقات الإجتماعية وتماسك النسيج السوداني المهدد بالفتن المجتمعية المسيسة التي تؤجج النزاعات المصنوعة بين مكوناته الثقافية والإثنية.