دعا معهد جنيف لحقوق الإنسان المنظمات والأفراد علي القيام بالأعمال الخيرية لصالح الإنسانية،وقال في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري ،:
“العمل الخيري دلالة لفظه تحمل غايته، فهو عمل دافعه الشفقة على أقوام يواجهون خطر الفقر أو الحروب وربما الحرمان من أبسط مقومات الحياة بسبب ضعف أو فقر ، وعطفا على ذلك فقد تم اعتماد الخامس من أيلول/ سبتمبر يوما عالميا للعمل الخيري تحتفل به شعوب العالم كل عام، اعترافا بضرورة التعاون والتكاتف لقهر الصعاب وتزامنا مع إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدا للسلام العالمي، وقد كرست حياتها لمساعدة المهمشين والفقراء. فالاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري يهدف لتوعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية، علما بأن الأمم المتحدة أدركت باعتمادها جدول أعمال التنمية المستدامة 2030_ في أيلول/سبتمبر 2015 — أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع، هو تحد عالمي ومتطلب لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة مما يحتم على الجميع أن يكرسوا الجهود لتحقيق ذلك وهذا أحد دواعي الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري.
إن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري يحمل رسالة جلية لكل الحكومات والشعوب، والمنظمات الرسمية وغير الرسمية، بأن تسرع الخطى استجابة لصيحات المستغيثين التي ما برحت تتزايد يوما بعد يوم خاصة مع عدم الاستقرار في كثير من البلدان من مختلف البقاع، كما أن في الاحتفال بهذا اليوم العالمي دعوة لتعزيز روح التعاون والتضامن العالمي في القضايا الإنسانية المشتركة، مع التركيز على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقرا. وفي يوم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري لابد من الاعتراف بالدور الذي يضطلع به القطاع الخاص المتنوع، ابتداء من المؤسسات المتناهية الصغر ومرورا بالتعاونيات وانتهاء بالشركات المتعددة الجنسيات.فضلا عن الاعتراف بالدور الذي ظلت تضطلع به منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية في تنفيذ ذلك، علما بأن العمل الخيري يتيح فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة. فللعمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أن له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال وما إلى ذلك.
معهد جنيف لحقوق الإنسان وهو يخطو خطى حثيثة نحو تحقيق رفاه الإنسان وتسخير خيرات الأرض والسماء لبني البشر ، إذ يحتفي باليوم العالمي للعمل الخيري يشيد بالجهود التي ظلت تبذلها منظمات الأمم المتحدة والجمعيات والمؤسسات الخيرية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستمرار دون كلل أو ملل، ولا يستطيع أحد أن ينكر دورهم في إيصال الإغاثة لكثير من المتضررين في مناطق النزاعات والشدة، رغم المخاطر ، ومعهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفل بهذه المناسبة يبعث برسالة لأصحاب المصلحة من محبي الخير وأصحاب الفضل أن يسخروا إمكاناتهم لإنشاء مؤسسات خدمية للفئات الضعيفة تمكن أفرادها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من غذاء وكساء وصحة وتعليم. والمعهد إذ يحتفي يناشد السلطات أن تهيئ المناخ وبيئة العمل المناسبة وتوفير كل من شأنه تيسير الطريق للعمل الخيري، كما يناشد المعهد الدول والشعوب أن تتحد جهودها للعمل يدا واحدة لدرء آثار التحديات التي تواجه الإنسانية ويستعصى التغلب عليها إلا بالتعاون والتعاضد.”
جنيف 5 سبتمبر 2021م