لايزال عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان يرفض الدخول في العملية السلمية رغم دعوة الوساطة الجنوبية له مرات عديدة، فضلاً عن بسط الحكومة يدها له من أجل الوصول لحل سلمي وإكمال إتفاق السلام في مسار دارفور، بينما يستعصم عبد الواحد بالرفض المطلق حتى في الدخول في التفاوض وليس في تفاصيل التفاوض ماعده مراقبون تعنتاً غير مبرر في ظل التحول والتغيير الذي تشهده البلاد.
دعوة مناوي
بالأمس دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لللحاق بركب السلام مضيفاً أن السلام يمر بمرحلة مخاض وخاطبه بالقول :(تعال نقف هنا لنبني البلد بالمشورة مع أهلنا انت أسقطت البشير ماذا تنتظر والباقي نمشي مع بعض).
وتعهد مناوي ببسط الأمن وتنفيذ اتفاق سلام جوبا.
وقال مناوي خلال مخاطبته جماهير جنوب دارفور باستاد نيالا في أول زيارة له للمدينة (الاحد) أن بسط الأمن سيتم بجمع السلاح ونشر التسامح والعمل يد واحدة بجانب إنفاذ البروتوكول الانساني من خلال صنع بيئة جاذبة لعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وانهاء معيشة الذل والهوان وأضاف إن الخطوة تتم بالتسامح وتناسي المرات ووضع السلاح على الأرض والاعتراف ببعضنا البعض.
وأكد حاكم اقليم دارفور أنه ليس بديلاً لزملائه القادة من أبناء دارفور الموقعين على السلام، وذرف مناوي الدموع أثناء مخاطبته الجماهير الغفيرة بنيالا على واقع الحال الذي تعيشه دارفور.
ليست المرة الأولى
لم تكن المرة الأولى وليس مناوي وحده من قدم الدعوة لعبد الواحد فقد سبق لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس وفد الحكومة التفاوضي في جوبا
ورئيس الوزراء حمدوك جميعهم دعوا عبد الواحد للسلام بينما يصر الرجل على الرفض المستمر ولا يعرف احد كيف يفكر عبد الواحد ومواطني دارفور يعانون من تبعات الحرب لأكثر من عقدين وهو يدعي تبنيه لقضايا أهل دارفور ويحرمهم من إتمام عملية السلام!
وتمتد التساؤلات عن لماذا يرفض عبد الواحد السلام وقد سقط النظام الذي كان يحاربه كما قال بذلك مناوي ويتساءل الخبراء عن لماذا تحتضن فرنسا عبد الواحد وتدعمه في ذات الوقت الذي يرفض فيه السلام وفي ذات الوقت الذي تزعم فيه فرنسا دعم الحكومة الانتقالية ومساعدتها وقالوا ان هذا الأمر يمثل قمة التناقض.
وتساءلوا عن من يعمل على تهيئة المسرح لتحالف عسكري بين عبد الواحد والحلو وكلاهما رافض للسلام بطريقة أو بأخرى وكان الحلو وعبد الواحد وقعا مذكرة تفاهم في كاودا إحدى المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحلو بجنوب كردفان .
وقال الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي والأكاديمي أن مبررات عبد الواحد لرفض التفاوض غير مقنعة
واستغرب التجاني من موقف فرنسا منه وقال لماذا لاتدفعه نحو السلام وتضغط عليه بدلاً عن دعمه وتوفير الغطاء السياسي له وقال إن الغرب عموماً وفرنسا تتعامل مع السودان بنفاق سياسي واكاذيب مشيراً إلى انهم غير مهتمين بمصلحة واستقرار السودان وقال إن الحديث عن دعم فرنسا للفترة الانتقالية يصبح مجرد كلام في الهواء مالم يترجم بالضغط على عبد الواحد للحاق بالسلام وقال إن أي موقف خلاف هذا يؤكد إنتهازية فرنسا وعملها على أجندة خاصة بها.