واصل وفد التحالف النوبي برئاسة المستشار عباس توفيق، زياراته للولاية الشمالية للوقوف علي اوضاع المناطق المتأثرة بالتعدين العشوائي ، حيث زار عددا من المدن والقرى والبلدات على امتداد المنطقة النوبية، بهدف تفقد تلك المواقع في إطار التواصل مع مكوناتها المجتمعية، والتعرف على القضايا التي تبني التحالف دراستها والعمل مع الجهات المختصة في الولاية الشمالية، والحكومة المركزية على إيجاد الحلول لكل معيقات التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا وبشريا بتسخير كل الإمكانات المتاحة لنهضة شاملة تعم كل المناطق النوبية بتوحيد الجهود والرؤى لحل كل المعضلات التي عانت منها على عقود طويلة.
وكان الوفد قد بدأ سلسلة لقاءاته بندوة في حاضرة (عبري) عقب تنظيم مسيرة حاشدة من أهالي عبري وبعض القرى المجاورة لاستقبال أعضاء التحالف، والتعبير عن رفضهم لعمليات التعدين العشوائي، وتأييدهم لإعلان التحالف النوبي بتبني مطالب مواطني تلك المناطق بوقف هذا النشاط المدمر للبيئة في الإقليم، وألحق أضرارا جسيمة بحياة البشر والأرض تهدد مستقبل أجيال أبنائهم، واستدامة الحياة في موطنهم.
تحدث في الندوة رئيس التحالف المستشار عباس توفيق مؤكدا عزم التحالف على التصدي لكل ما يعيق تنمية المجتمع النوبي في المنطقة، بعد دراستها وإعداد الخطط والبرامج بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، واستشارة سكانها. فيما شرح دكتور احمد شفا نائب رئيس التحالف ، أهداف تأسيس الكيان مشيرا إلى أنه تأسس في وقت كنا فيه أشد حاجة لتوحيد الكلمة والطاقات في المنطقة التي عانت طويلا رغم ثرائها وعلو كعب أبنائها واجدادها المؤسسين لحياة رغدة مستدامة طوال تاريخها العريق.
وقال رمزي المصري سكرتير عام التحالف ، شارحا البدايات الاولى للتحالف ، ، التي جاءت علي خلفية مذكرة القضايا النوبية التي اجمع عليها أكثر من ثمانية وعشرين جسما وكيانا نوبيا، اتفقت على ما ورد في الميثاق التأسيسي الذي تبنته الجمعية العمومية الذي أقر برنامج التحالف الخدمي والمطلبي.
وفي منطقة غرب (السكوت)، عقد وفد التحالف النوبي، لقاءا باللجنة الخماسية لمناهضة التعدين العشوائي لقري غرب السكوت، و قام الوفد بزيارة إلى سوق الخناق والوقوف علي المنطقة التي تعاني من آثار التعدين العشوائي، وشهدت الزياة اجتماعا بأعضاء اللجان المناهضة لهذه الظاهرة بمدرسة أبوراقة لمعرفة أبعاد تأثير المعدنيين على سلامة المواطنين والمقيمين بقري غرب السكوت، وقام عدد من شباب تلك القرى بتعريف وفد التحالف بكافة تفاصيل عمليات التعدين بالمنطقة، اختتمت بجولة شملت أرجاء السوق الممتد، وأماكن تواجد الطواحين والمعدات التي تستخدم في عمليات التعدين العشوائي، حيث إتضح لأعضاء الوفد حجم الفوضى في امتدادات المحلات والمساكن العشوائية التي تنتشر في تلك المنطقة، مع انعدام واضح لأبسط مقومات السلامة، ومراعاة القواعد الصحية، مع ازدياد حجم التلوث البيئي الذي يحيط بالسكان من كل جهة، وينذر بأخطار ماثلة للعيان.
وعقد وفد التحالف اجتماعا بمدرسة أبوراقة، ضم أعضاء اللجنة الخماسية، ومجموعات من الشباب من كافة القري المجاورة حيث قدم كمال أحمد مختار ، ملخصا لما تعانيه المنطقة، فيما تناول عباس توفيق رئيس التحالف ، بالشرح أهداف التحالف والبرامج والرؤي التي تبناها منذ تأسيسه، والاستعدادات الجارية لتنظيم مؤتمر القضايا النوبية القادم، وأهمية اصطحاب كل الآراء والرؤى لإنجاحه تمهيدا لإطلاق خطط التنمية المستدامة، وازالة كل المعوقات التي تواجه المنطقة النوبية بالتعاون مع كل الجهات المعنية،
وأكد النقاش بين الجانبين على رفض كل مظاهر ونشاطات فوضى شركات التعدين، وتمسك رئيس الوفد بتأييد مواقف المواطنيين الذين تضررت حياتهم بتمدد وإتساع عدد تلك الشركات، والمساحات التي تمتدت فيها، مشددا على موقف التحالف النوبي الرافض للتعدين.
وأمن الحاضرون من ناشطي ومناهضي التعدين العشوائي علي طرح التحالف النوبي، وأبدوا مساندتهم لرؤيته، موضحين أنهم قد قطعوا شوطا كبيرا مع المسؤولين لترحيل السوق، داعين إلى وضع قوانين صارمة بعدم تأجير المنازل للمعدنين، ومشددين على الامتناع عن تقديم أي دعم لوجيستي أو خدمي لتلك الشركات. كما دعوا الى تكثيف ندوات التوعية والتبصير بمخاطر التعدين حتي تصبح ثقافة عامة في المجتمع، ولضرورة تسليط الضوء علي إصرار بعض المسؤولين الذين يستخرجون التصاديق بصورة عشوائية، وفضح الوسطاء المتعاملين بين المعدنين والجهات الرسمية.
يذكر أن وفد التحالف النوبي يضم كل من
مولانا عباس توفيق رئيس التحالف،
ونائبه دكتور احمد شفاء، والسكرتير العام أ.رمزي المصري، والمهندس محمد عثمان المحسي،والأستاذ الصادق ابراهيم ارصد. فيما انضم للوفد من السكوت، كل من الاستاذين صلاح محمد عبدالرحمن،وفكري حسن طه، ووائل عبد الرحيم.
هذا، وسيواصل الوفد زياراته لبقية المناطق الشمالية، حيث وصل في وقت سابق إلى مدنية وادي حلفا العريقة، وعقد عددا من اللقاءات مع قادة وأعيان ورموز الكيانات والاجسام الخدمية الناشطة في المدينة.