سر(اليقين)يتعاظم تجاه معضلات استعصت على من أعدتهم(مناهجنا)..بعد الذى إعترى المرتب تسارعت القلوب تهفو(اللهم بارك فى الأرزاق)..(اللهم أشف المرضى واحفظ السالمين)..فلا تملك(وأنت ماشى) إلا أن تقول(آمين)بانتظار معجزة للتغلب على(تضخم)يتربص بالمرتبات والأسعار، يستعصي فهمه وكف ضرره على الناس..أمر فهمه ومحاصرته رهين(مفهوم)جمعي فى سياق متفائل وموقف حاسم..مفهوم يشعل الحماس كما فعل بالثوار فكان النصر..(عقلية النصر)مشركة، قوامها مفاهيم(غلابة) تسود أوجه الحياة.. يراها البعض نابعة من الحي ويضرب المثل بفريق يلاحقه مدربه(شرف الحي معلق فى رقبتكم)!..تصور!..قالها(واحد من ناس النادي) دوره(يديهم جرعات قوية كدا، يوقفم قنا)!..ليت مثله يظهر فى مجال آخر كالتضخم هذا الذى حير الناس..إن العالم يتعلم من الرياضة..ومن ذلك تصميم(عقلية) الفوز(قفلوا الخطوط، واضربوا فى العمق)!..ما سرها؟!..قال من يرددها (أنا ذاتي ما عارف!..بس سمعت مأمون الطاهر يقولها فى التلفزيون ولفحتها)!.
وإني(لفحتها)من حكاية كتبها مذيعنا الشهير الطيب عبدالماجد الذى استهوته الكتابة فصور ببراعة شخصيات(تعيش دورها)هم من تحتاجهم البلاد الآن فى كل الميادين..منهم من تجده فى دار الرياضة يلهب الحماس،يذكرك بقيمة الكبير(الكبير كبير فى أي حتة)!..فى بيت العرس(تحلف تقول أخو العريس)!..فى النادي(تلاقيه شاعر بى روحه مورينيو)!..شعاره(اللعب بالمخ ما بالكدارة)!.ينادونه يا(كوتش)!..يا(منقطا)!..فيكبر ويكبر..يشجع اللاعبين،يوحد الناس حول النصر،يتصدر تكريم الفريق الزائر ويطيب خاطر المهزوم..همهم النادي( شايفنة ليك الأرسنال)!..فريقهم(قاشر)دائما..(فنايل ما خمج رسلا دكتور ياسر،بحب السودان زي عيونه، إغترب ومتابع أخبار الحلة أكتر منا..معقول زي ياسر دا يغترب؟!)..يقول الراوى(ياهو دا السودان،صحيح ممكن نختلف لكن القلب مليان محبة والروح ماليها جمال)..الراوي هذا مذيع فضائي بمواصفات(ناس مدني) ..(ذواقين شديد)!..راقني تصويره للرياضة كعنوان لإتقان(العمل العام)-إنتماء،كفاءة،تجرد..وتعويله على دور(الشخصية السودانية)فى حل المشاكل وتحقيق الإنتصارات..ثم إنه يذكرنا بحكمة مامون الطاهر التى انتشرت حتى وصلت فريق التضامن فاتخذها سلاحا لملاقاة(الروم)أقصد الشعلة(قفلو الخطوط،واضربوا فى العمق)!.
كأنها خطة استراتيجية،ماذا لو جربناها لحسم مباراة مؤجلة مع التضخم؟!..لقد تلاشي مفعول توصيات المؤتمرات فلنتسلح بسر النصر فى ميادين الرياضة(قفلو الخطوط،واضربوا فى العمق)..هناك ما يتصل بقناعات الناس بان التحديات ومنها التضخم تحتاج لاولي العزم،لاولي الهمة..لمن يجيدون التهديف(يقفلون الخطوط)و(يضربون فى العمق)..هذا أساس حل المعضلات(علميا)و(عمليا)-معا..فى البلاد خبراء إقتصاد وكليات إقتصاد ووزارة للإقتصاد،بينما التضخم جاسم على الصدور والاسعار تشتعل..ربما كانت العلة(مناهجنا)..نظام تعليمي لا يأتي بحلول واقعية..التضخم يدرس كمادة للإمتحان ولاعلاقة له بالواقع!..خبراء الإقتصاد اليوم كانوا فى أوائل السبعينات طلابا يدرسون التضخم بينما الجنيه يعادل ثلاثة دولارات والسلع والخدمات رهن الطلب!..التضخم الذى يدرسونه لا أثر له فى الواقع!..ربما كان الأجدى أن تهتم الجامعات وقتها بدراسة علم(الإحتمالات)والتحوط لما يمكن أن يحدث فى المستقبل الذى هو اليوم إذا فرطنا فى(فضيلة الإنتاج)و(الإعتماد على الذات)..كانت البلاد وما زالت فى حاجة لتكريس مفاهيم تحث على الانتاج بكل الوسائل(البشرية والمادية والقيمية) لتحقيق نتائج ملموسة تعالج الأزمات وتغني عن الإرتهان للغير.
الدول التى تقدمت إعتمدت على مفاهيم(علمية وعملية)تحفز للعمل والإنتاج والنصر..مقولة(قفلوا الخطوط،أضربوا فى العمق)وراء إشعال معنويات الفريق وتحقيق النصر، فهل يمكن أن نحاصر بها التضخم؟..إنها مسالة(مفاهيم) تستهوي الناس فيعملون بها، فى عالم الرياضة وغيرها..لها فعل السحر، فيتجلى الحل من حيث لا ندري..المفاهيم تعين على الإلهام وجمع الكلمة حول هدف..نجحت سياسيا فى تغيير الأنظمة فكيف لا توظف فى مواجهة تضخم يعيق كل أهداف التغيير؟..مطلوب خطط علمية عملية ومفاهيم محفزة..والآن لاحت إضافات..ثقافة(اليقين)تلوح فى أفق الأزمات(أعقلها وتوكل)..خطط ونفذ..هناك من يتحدثون عن تجربة وقناعة بما يجرى قرين(بيئة صالحة)قوامها حسن التوكل،إخلاص فى العمل،إنفاق يحصن الأنفس والأبدان..الله يلهم الأسباب، إرادة عامة غلابة تنتجها الشدائد.
التضخم معضلة،وسبب للعديد من المعضلات من قبيل(اسعار نار) و(مرتب لا يكفى) وخدمات صحية وتعليمية متراجعة..الأمر يتطلب(حلولا متكاملة)..أولا:منهج تعليمي تطبيقي، ثانيا:مفاهيم متصلة بمكنونات الشخصية السودانية،ثالثا:إيمانيات يعززها سعي(أعقلها وتوكل)..الأمثلة على الأفواه توحي بسر المآلات، تكافل، بذل غاية الجهد فى ظروف معقدة،قوة الإحتمال، وسعي دؤوب يعقبه يقين(اللهم بارك فى الأرزاق)..شيخ صادفته محاطا بالناس يستفتونه كيف نعيش؟!..يجيبهم(القليل يباركه الله فيكفي)..يكررون: كيف؟!..يتبسم كأنه تذكر أنه من المتضررين، فهو أستاذ جامعي زملاؤه أعلنوا الإعتصام إحتجاجا على ضعف المرتبات!.. مضى فكررها معدلة(القليل يباركه الله فيكفي)مع(الإخلاص فى العمل)..ومنهم من يضيف كأنه يتعاطف معه(مخافة الله فى حق خلقه) بداية بمن(يعلمون) الخلق!.
د.عبدالسلام محمد خير