ابدأ هذا المقال بهذه العبارة التي اطلقها احد وزراء الطاقة في احدى حكومات المؤتمر الوطني السابقة عندما تم حصاره من الاعلام حول ازمة الوقود في تلك الفترة وبدأ في الصراخ والعويل ( المشكلة مكانا وين .. المشكلة مكانا وين ثم قفل خط الهاتف بشكل درامي ) .
ودعونا نسأل ذات السؤال .. المشكلة مكانا وين ؟ لما يجري في الشرق وحكاوي الف ليلة وليلة والتي بطلها الاوحد هو الناظر ترك والذي يقفل الطريق القومي الرابط بين رئه السودان الخارجية ( ميناء بورتسودان) وبقية مدن السودان ثم يفتح بعد مفاوضات ووعود من حكومة المركز الانتقالية والحكومة تفشل في الايفاء بما تم الاتفاق حوله . فيعود ترك ويقفل الشارع ثم تبدأ مفاوضات جديدة وستنتهي بوعود ايضا وهكذا اصبحنا ندور حول هذه الحلقة الجهنمية .
طيب المشكلة مكانا وين ؟؟ ببساطة وبدون مقدمات المشكلة مكانا في اتفاقية جوبا والتي اصر اصرارا على تسميتها بكارثة جوبا والتي نجحت فيها الجبهة الثورية وبدرجة الامتياز في نقل الصراع في دارفور ليشمل كل السودان . ونجحت الجبهة الثورة في تصدير ازمة دارفور لتكون هناك أزمة في كل مدن وولايات السودان !!!
هكذا خططت الجبهة الثورية ونجحت في تخطيطها وعاونتها في ذلك حكومتنا الانتقالية وبروعونة لا يحسدون عليها .
عندما استجابت الحكومة لفكرة خلق مسارات وهمية في مفاوضات جوبا اسموها مسار الشرق ومسار الوسط ومسار الشمال وبذلك تم توزيع دم هذه الكارثة التي تسمى اتفاقية جوبا بين كل القبائل وكل اركان السودان الاربعة .
انا لا اتفق ولا أؤيد ما يفعله الناظر ترك ولكن في ذات الوقت أقر ان هنالك مشكلة وبدرجة عالية من الخطورة والحلول الامنية والجرعات التخديرية التي تمارسها حكومة الفترة الانتقالية تجاه هذه المعضلة لن تجدي فتيلا .
صدع التعايشي ورفاقه من اعضاء وفد الحكومة المفاوض في جوبا رؤوسنا بعبارة يلوكنها صباح مساء بانهم يبحثون عن حل للمشاكل من جذورها ولكنهم وللاسف الشديد بحسن نيه او بسوءها ( ركزوا في سوء النية لانها الاقرب للواقع) نجحوا في تعميق هذه الجذور وتمت تغذيتها بالكثير من السماد والماء حتى استغلظ عوده فيعجب زرعه شيوخ الامارات والحاكم بأمره في اسمرا وغدا سيعجب زرعه ايضا اهل الشمال والوسط وسيجدون من يقف معهم ايضا من خارج الحدود !!
اتفاقية مشؤومة كان من المفترض ان تحول صندوق تنمية الشرق فورا الى لجنة ازالة التمكين ولكنها أقرت بوجود الصندوق بل طالبت باعادة هيكلته وتخصيص ٢٤٣ مليون دولار لهذا الصندوق والاخطر من ذلك كله ان الاتفاقية أقرت ان أطراف مسار الشرق في اتفاقية جوبا هم ضمن اعضاءمجلس ادارة هذا الصندوق واطراف اتفاقية الشرق هم بشكل اساسي حزب التحرير والعدالة والتي قوامها من البني عامر وبذلك تم تحويل ادارة الصندوق من ادارة مؤتمر البجا الى ادارة التحرير والعدالة والمكون القبلي لهذا الحزب معروف للكافة .
هل عرفتم الان كيف نجحت الجبهة الثورية في ادارة هذا الصراع ؟؟؟
اذا كانت حكومتنا الانتقالية جادة في الوصول بالسودان وبالفترة الانتقالية الى بر الامان عليها ان تسحب اعترافها فورا بقصة المسارات وتجمد هذه المسارات . فلتبقى اتفاقية جوبا بكل علاتها وسوءاتها لدارفور والنيل الازرق فقط حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
أما اصراركم على التحرير والعدالة في الشرق وحركة كوش في الشمال والتي لا تمثل الا نفسها او اعضاء حركتها والبالغ عددهم في افضل الاحوال عشرة اشخاص وثالثهم التوم هجو في الوسط . هذه المسارات هي التي أظهرت امثال الناظر ترك وبرطم وبنداك والملك والجكومي والقادم قطعا هو الاسوأ
الغوا المسارات ليتعافي السودان من درن اتفاقية جوبا .
هذا او الطوفان الذي سيدمر ما تبقى من هذا الوطن
وكان الله في عوننا