قدمت دولة الإمارات نموذجا متفردا في دعم المنظمات العاملة على تعزيز السلام، واليوم يحتفل العالم باليوم الدولي للسلام، والذي يوافق 21 سبتمبر من كل عام ويحمل هذا اليوم تقديرا خاصا لجهود الإمارات العربية
و وخاصة ان الإمارات منذ تأسيسها انتهت سياسة ناجحة وعلاقات مميزة مع كافة دول العالم ترتكز على السلام والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وذلك من منطلق إدراك القيادة الرشيدة أن لدولة الإمارات موقعاً مسؤولاً على الصعد العربية والإقليمية والدولية.
وواصلت دولة الإمارات العربية المتحدة لعب دورها المحوري في العمل من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فضلاً عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكة الدولة المتميزة مع أطراف عدة، وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة من صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين
وتتمتع دولة الإمارات برؤية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط موجهة نحو المستقبل وتعزيز السلام وتمكين المرأة وتتبني التنوع وتشجع الابتكار وترحب بالمشاركة العالمية، وقد ترسخت هذه المبادئ السامية في الحمض النووي لدولة الإمارات منذ القدم، وبرزت واضحة للعيان منذ تأسيس البلاد في عام 1971، مما جعل الإمارات تحتل مكانة عالمية متفردة في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمي تخطت حدود المنطقة والوطن العربي إلى العالم بفضل السياسة الحكيمة والواعية التي تنتهجها لنشر رسالة والمحبة والتآخي بين أصحاب الديانات كافة.
ومكّن نهج الإمارات الإنساني الحفاظ على علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة وتحقيق سمعة دولية متميزة بحضورها القوي في المنظمات الدولية والإقليمية، وباستضافتها للمؤسسات والمؤتمرات الدولية، وبما تقدمه من مساعدات تنموية وإنسانية مستهدية في ذلك بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من الجانب الإنساني بعداً أصيلاً في نهج السياسة الإماراتية.
وواصلت دولة الإمارات نهجها الإنساني في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبها، ليصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإمارات المانحة منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى الوقت الحاضر إلى أكثر من 178 دولة، وقد زادت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها دولة الإمارات منذ عام 1971 وحتى عام 2016 حوالي 173 مليار درهم توزعت على 21 قطاعاً، جاءت في مجملها لتركز على سبل تحسين حياة البشر، وهو ما جعل دولة الإمارات تتربع على رأس قائمة الدول الأكثر سخاء على مستوى العالم.
فيما تجاوزت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات في عام 2018 لمساعدة 42 دولة حول العالم 28.5 مليار درهم (7.79 مليارات دولار أمريكي)، ما يعكس نجاح دولة الإمارات على مدى 6 سنوات في تجاوز قيمة مساعداتها ما نسبته 0.7% من إجمالي الناتج القومي الإجمالي، وهي النسبة التي أقرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث بلغت نسبة المساعدات الإماراتية من إجمالي الناتج القومي الإجمالي نحو 0.93%، وهذا يجعل دولة الإمارات من بين أكبر المانحين في العالم.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، حققت دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية إنجازات هامة، سواء عبر المشاركات العسكرية في التحالفات الإسلامية والدولية، أو عبر سن القوانين المحلية التي تحاصر الإرهاب ومسبباته مثل «قانون مكافحة التمييز والكراهية»، والقانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2013 لإنشاء مركز «هداية» الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، إضافة إلى إصدار مرسوم بقانون يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز .