نفى وتغريب المجرمين من بلادهم عقوبة حدية فى الاسلام . وتقول المراجع التاريخية ان امبراطوريات عظمى مثل أشور وبابل وروما استطاعت فى الماضى أن تبنى قوتها وجبروتها ومجدها بعد طردها شعوبا بأكملها من اراضيها بعد تمردها ، وفى العصر الحديث نقل ستالين شعوب كاملة الى سيبيريا مخافة تعاونها مع المانيا النازية ، بل ان دولة مثل استراليا ظهرت للوجود كمنفى عقابى استخدمته بريطانيا العظمى .
وهو نفس الشىء الذى فعله نظام الاخوان المسلمين عندما طرد الافارقة من دارفور عقابا لهم واستبدلهم بعرب من النيجر وتشاد، كما انه اختط سياسات قائمة على الابادة الجماعية و الاقصاء والتهميش والاسلمة والتعريب و استخدام سلاح التجويع والارض المحروقة والسدود وكلها حققت اهدافها تهجيرا قسريا ونزوحا للضحايا ، وفى كل الاحوال الحكاية هى اقتلاع شخص من مسقط راسه قسرا لا فرق ان كانت وجهتك مكان ما فى داخل الوطن او خارجه.
النفى تاريخيا كان بديلا عن الاعدام .
وتاريخيا اذا نجحت ثورة فى تغيير نظام الحكم وتقاعست عن اعدام قادته سريعا والاحتفاظ بهم عوضا فى سجن كوبر وترك مؤيديهم احرارا فى الشارع وفى الجيش يهددون أمن المجتمع و سلامته و حريته، فان تلك الثورة تواجه بثورة مضادة تعرقل انتقال عموم الشعب للديمقراطية والتنمية والاستقرار والامان كما هو حاصل فى السودان اليوم ، مما يتعين معه تقديم المصلحة العامة وتغريب الاقلية الباغية.
دخلت ثورة ديسمبر فى نفق مظلم لان كل طرف من اطرافها يقر بان الكيزان يعرقلون تحقيق اهداف الثورة دون ان يفعلوا شيئا فى مواجهتهم ، لقد كتبنا عند نجاح الثورة انها ستذهب فى سكة قطر عجيب ما لم تقدم للشعب مكاسب عاجلة ،
الشعب الذى يكره الاخوان عمى كان سيعتبر اعدام قادتهم جائزة كبرى له .
ينبغى نفى اخوان السودان مع عائلاتهم من اراضى السودان الى الصحراء الكبرى او بيئة اخرى ذات طبيعة معادية يتوفر فيها نبات الحسكنيت بالذات لكى يريحوا وبستريحوا. المنفى المناسب لهم فى رأيىى هو الصحراء الكبرى مع الضباع والذئاب والقوارض وفى ذلك تكريم لهذه الحيوانات من جهة وتذكير لعناصر الاخوان لو ادعوا النسيان بان الشريعة الاسلامية هى الصوت الالهى السرمدى المنزه كما كانوا يصرخون من جهة اخرى .فرصة جديدة تلوح لهم كرساليين لاعمار ارض حدادى مدادى وبناء دولة المدينة هناك دون ان ينغص عليهم الشيوعيون والعلمانيون والملاحدة ولجان ازالة التمكين ودول الاستكبار !!
اشربوا بقى !!