تواجه الخرطوم مصاعب وتحديات جمة، تبدأ بالعدد الكبير للاجئين ويصل هؤلاء إلى العاصمة بطريقة أو باخرى بحثًا عن الطعام والخدمات مايشكل ضغطاً كبيراً على الأمن والخدمات وتوفير السلع في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ازمات اقتصادية مستفحلة ويزيد هذا التواجد الكبير اعباء اضافية.
ويشير الخبراء إلى أن اضطراب الموسم الزراعي والوضع الأمني المتوتر وعدم تأثير الحكومة على حياة الناس ومعاشهم في الولايات كل هذا يهدد وصول المواد الغذائية وتزويد السكان بالسلع الأساسية بينما الخرطوم هي العاصمة التي بها جميع الخدمات، مثل الكهرباء ويتوفر فيها العمل الذي يوفر قوت اليوم تصبح القبلة والوجهة وذلك مايقود لهذا التزاحم المقلق .
ويقول الخبير الاقتصادي بابكر عباس ان الظروف الاقتصادية الضاغطة تجبر سكان الأقاليم على النزوح والاستقرار في الخرطوم وذلك من خلال تصور الحياة الغنية للعاصمة ، والمتاجر المليئة بالبضائع وبين عباس ان هذا يجعل ضعيفي النفوس يتجهون نحو تشكيل عصابات الشوارع وينهبون ما يجدونه، من الأشياء الثمينة وحتى أكياس البقالة والمواد الغذائية ، وقال هنالك من يتجه لسرقة المنازل التي يتمتع أصحابها بالثراء في الاحياء الراقية إضافة سرقة السيارات والدعارة وتهريب المخدرات والأسلحة ، وكل الجرائم التي يقوم بها أصحاب النفوس الضعيفة والذين نزحوا أو لجأوا للعاصمة الخرطوم مركز البلاد بحثاً عن الحياة .
ويرى الخبير الاجتماعي محمد المبروك ان كثير من المهاجرين يعيشون في الشوارع ، ويقعون تحت أعين المجرمين ، وحالات الاتجار بالأطفال كثيرة ورصدت العديد من الجرائم في هذا الإطار ، وقال إن الأطفال الذين يمدون أيديهم طلباً للمساعدة والتسول ولكن هذه المساعدة لايستفيدون منها بل تذهب لمن يراسهم من المجرمين وتشكيلات عصابات الاجرام والتسول .
وقال انه في هذا العصر أصبح التعامل مع الهجرة غير الشرعية وأساليب تهريب المهاجرين الى الخرطوم إحدى اكثر المهن شيوعاً وقال إن هنالك الكثير من الضحايا مِن لم يملك المال لدفع ثمن ترحيلهم وهؤلاء إما ان يتركوا امتعتهم أو في بعض الأحيان بعض أفراد الاسرة كثمن للرحلة وتأخذه عصابات الاجرام والاتجار بالبشر والأعضاء ، الجرائم التي صارت عالمية الطابع وعابرة للقارات وتستهدف بشكل أساسي الدول الفقيرة والمواطنين المتواجدين فيها الذين تضطرهم الأوضاع الصعبة لسلك طرق أكثر صعوبة .
وازاء هذه الأوضاع التي تعيش فيها البلاد أوضاعاً معقدة وتواجه العاصمة الخرطوم مشكلات الهجرة والنزوح والجريمة المتزايدة تبرز الأسئلة من مراقبين عن الى أين نمضي؟ وكيف يمكن لدولة بأكملها أن تعيش في مدينة واحدة؟ ليست مؤهلة لاحتمال كل هذه الإعداد من الناس على مستوى البنية التحتية والاقتصادية والأمنية وصوب المراقبين نقداً للحكومة لعدم عمل خطة استراتيجية واضحة لتلافي هذه المخاطر.