يواجه التعليم في البلاد أزمات وتحديات كبيرة في كل مراحله من الأساس والى الجامعات والتعليم العالي، اضرابات ونقص في المطلوبات ومطالب نقابية وتحسين أجور، بينما تطل أزمة فادحة في التعليم الأساسي باعتراف الوزارة وهي إنعدام كتب ومناهج الصفوف من الثاني وحتى الخامس الابتدائي نسبة لأنها تطبع خارج البلاد ورغم ان الوزارة أشارت إلى أسباب لوجستية الا ان التمويل قد يكون السبب الرئيسي خاصة وأن الطباعة في الخارج تحتاج إلى عملات أجنبية.
إقرار
وقال المعز فيصل مدير الشؤون الادارية بوزارة التربية والتعليم ان كتب المرحلة المتوسطة جاهزة بنسبة 50% وأشار في حديثه لبرنامج (كالآتي) بقناة النيل الأزرق الى وجود مشكلة في كتب الصفوف الثاني والثالث والرابع والصف الخامس للمرحلة الإبتدائية وهي منعدمة تماماً نسبة لطباعتها خارج البلاد وستصل خلال شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبل وتمت معالجة أولية بعمل نسخ الكترونية في موقع الوزارة يتم تداولها عبر الوسائط وطباعتها من قبل أولياء الأمور وقال فيصل إن الوزارة تعاني من مشاكل مزمنة تتمثل في الإجلاس وازدحام الفصول وتكدس الطلاب ونقص المعلمين بسبب الهجرة للمدارس الخاصة وقال إن الاضراب حق مكفول ولكن لاتوجد حلول بنسبة 100% والوزارة تسعى للحل حتى نهاية العام المالي وبداية الموازنة الجديدة.
كارثة
وبينما تقول الوزارة انه لايوجد حل قريب حددت شهر نوفمبر او ديسمبر لوصول الكتب مايعني أن العام الدراسي مضى نصف مرحلته الأولى ويقول الخبراء أن هذه كارثة بكل المقاييس وأكد الاستاذ جمال إدريس الخبير التربوي ان
الدراسة لم تشهد استقراراً منذ تولي الحكومة الإنتقالية، وأشار إلى أن العام الماضي لم يتم اكمال المقرر والمناهج لكل الصفوف، واكد ان الاضرابات المستمرة للمعلمين تؤثر على انتظام الدراسة وتقلل عدد الحصص وبالتالي عدم اكمال المناهج مايعني نقص الجرعة الأكاديمية والتأثير على مستقبل الطلاب وقال إن تأخير وصول الكتب إلى ديسمبر يعني ضياع العام الدراسي مرجحاً عدم وصولها في الموعد المحدد رغم تأخيره.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد سر الختم ان الطباعة في الخارج مكلفة ولا داعي لها مشيراً إلى وجود مطابع في السودان تعمل بكفاءة وحدد من بينها مطابع العملة الحكومية ومطابع خاصة قادرة على طباعة الكتب وقال إن الطباعة في الدول الخارجية تحتاج إلى عملات حرة وتكلف خزينة الدولة وقال لايوجد تمويل لها في الموازنة الحالية التي تم تعديلها عدة مرات بسبب تدهور الأوضاع الإقتصادية وقال سر الختم ان الحكومة رغم تعويلها على الدعم الدولي والغربي الا انه لم يأت وقال سياسات الحكومة الاقتصادية تفتقر للواقعية والعمل المنهجي وفق الموارد المتاحة داعياً إلى صرف النظر عن الطباعة في الخارج للمناهج الدراسية حتى لا يتأثر العام الدراسي الذي تعرض للتأجيل المتكرر.