زميلتنا (درّة قمبو) الصحفية النابهة ذات المهنية الصميمة والفهم الثاقب والوطنية العالية كفتنا مؤونة الرد على هؤلاء (الحراشف والزعانف) والزائدات الدودية من الذين يناصرون الانقلاب باسم الصحافة وباسم الإعلام وطوراً باسم الخبراء الاستراتيجيين..! ومن أسوأ ما أصبحنا نرى باسم أساتذة العلوم السياسية..! ومنهم شخص خذل اسم أبويه عندما أطلقوا عليه اسم الرشيد واستبدله باسم (الضلّيل) وهو ينشر سقمه على الشاشات ويوفي بالمهمة التي ندبها له الفلول.. فظهوره المتكرر ليس من باب الظهور العادي وهذا الذي (يعجن فيه ويلت) ليس من لغة أساتذة الجامعات.. ولو كان كما يدعي أستاذاً في جامعة فبأي وجه يا ترى يلاقي طلابه وهو يشيد بقتل زملائهم في الطرقات بيد الانقلابيين والمليشيات المنفلتة..؟! هذه أول مرة نسمع فيها أن أستاذ علوم سياسية يؤيد المليشيات التي تقتل الناس.. لم يحدث ذلك حتى في تاريخ مناصري النازية والفاشية…!!
أين كرامة العلم..؟ وكيف وهو يتحوّل إلي ناهق وناعق تأييداً للانقلابات العسكرية..؟! ما هو توصيف الانقلاب على السلطة المدنية في علومه السياسية..؟! وما هو حكم العلوم السياسية على المليشيات التي تغتصب السلطة؛ والسلطة التي تعتقل الصحفيين والإعلاميين والسياسيين بتصنيف سياسي وتفصل السفراء بأوامر عسكرية من شخص واحد وتطلق الرصاص على المسيرات السلمية وتحتجز أساتذة الجامعات (زملائه في المهنة)..!!
لقد صدقت الصحفية النابهة والكنداكة الباسلة درّة وهي تقول إن من الطبيعي أن يجد الطغيان والاستبداد في كل مجتمع وكل زمان وأوان قلة من الذين يسترخصون أنفسهم ويسايرون الاستبداد من موقع الدناءة و(لحس) فتات حرامية الإنقاذ من نشب أو مال ترقي وظيفي غير مُستحق..وحتى يضمن ألا يراجع أحد ملف تأهيلهم المهني والعلمي (المضروب المزوّر)..فالوعاء يكشف عما فيه.. وهذه حكمة الأزل منذ أيام بريكليس وأثينا القديمة عندما كان سقراط يقول (تكلم حتى أراك)..! وهذه هي مستخرجات ثورة الإنقاذ التعليمية تكشف عن نفسها.
ويا ليت مصيبة الإنقاذ توقفت عند التعليم الفاسد والشهادات المزوّرة التي تمنح على الهوية السياسية وشراء الذمم و(الاستحمار والاستدحاش)..ولكن الأمر يتجاوز الإخفاق العلمي إلى السقوط الأخلاقي وهذا هو الدرك الذي يتردي فيه الآن مناصرو الانقلاب من صحفيين وإعلاميين وخبراء استراتيجيين وأساتذة جامعات مزيفين..ولكن بحمد الله أنهم معرفون قبل أن يظهروا بعد الانقلاب..ولا نرى غربالاً في دقة وكفاءة غربال الشعب ولا ترمومتر قياس أصدق مثل الحاسة الشعبية السودانية..! ويمكن أن تسأل أول مواطن تراه في الطريق وسيحسب لك على أصابع يديه مستخدمي الإنقاذ المعروضين للبيع من (خبوب) الإعلاميين ومنسوبي الجامعات ونظاميي المعاش الإنقاذيين الخوّارين الضعفاء المهازيل (الهلاهيل) الذين تحوّلوا (اوتامتيكياً) بعد التقاعد المأجور المهين إلى خبراء استراتيجيين..وبينهم وبين الخبرة وعلوم الإستراتيجية مما تعجز عن حسابه السنوات الضوئية..!
يهون الأمر إذا كان ما نسمعه من هؤلاء الساقطين في مهنتهم وفي وطنيتهم وفي أخلاقهم يدور حول اختلاف المواقف السياسية والتقييم السياسي..ولكنهم يشاركون في تبرير قتل الأرواح وإطلاق الرصاص على المدنين السلميين.. فالأمر أمر دماء وإصابات واختطاف وتعذيب.. فهل يدرى ذلك من يجلسون الآن على الصحف والشاشات والمواقع..؟! وهل يدركون مدى الجرم الذي يشاركون فيه..؟ إن مهمتهم التي ندبهم إليها الانقلابيين هي تبرير القتل وتحسين صورة القتلة ومجرمي الحرب..فليحتملوا تبعاتها..!! يقول مظفر النواب عن هذه الشاكلة (أبناء الإفك..يبيعونك نصف سفينة عمرك.. ثم يمنّون عليك بأن تخدم سيدهم… ابصق ثانية.. هذا والله مكان البصق)..!!