المصير المحتوم لانقلاب (المقايضة) !! .

أما أن تستمر هذه الشموليه الجاهله أو أن يموت الشعب السودانى..! لا خيار ثالث..فهذه معادله (لا فصال فيها) وقد تسبّب الفلول فى هذا الوضع الذى لا مفر من تحمل تبعاته..

وكان سارتر يقول (بيني وبين البرجوازيه ثأر لا ينتهى إلا بموتى أو موتها )..ولكن نحن لا نتحدث عن ثأرات.. إنما نتحدث عن وطن بيننا وبين الفلول.. وبيننا وبينهم الحريه والعداله والسلام والحُكم المدنى..! وشعب السودان لا يمكن أن يسمح بأى تطبيق جاهل لوصفات (مستورده) من قريب أو بعيد خلف الحدود.. جفت الأقلام وطويت الصحف..!

ماذا تبقّى لإنقلاب البرهان غير محاولة تكرار أحداث رواندا الداميه وإطلاق يد الفلول فى رقاب الشعب..!! هذا هو نموذجه فى فتح الإذاعات والتلفزيونات القوميه و(التابعه) للتحريض على قتل المدنيين..ولا فرق بين هذا وبين إذاعة وتلفزيون (ميلى كولنز) “راديو الكراهيه” فى رواندا الذى كان يحرّض على القتل ويقول أن القبور لا زالت فارغه تنتظر المزيد؛ ومجلة (كانغورا) التى تنشر قوائم الذين يتوجّب قتلهم وعناوين الكنائس التى يختبئ فيها الهاربون من الموت..!

لا فرق فالناس الآن فى السودان يقتلون فى الشوارع ويعتقلون بالفرق المدجّجه بالسلاح فى منتصف الليالى أمام أطفالهم ويساقون إلى أماكن مجهولة.. في صورة صارخة للخطف الجنائى والإخفاء القسرى.. ويعذبون ..والتعذيب أنواع والسوابق موجوده لا تزال رياحها النتنه ومأساتها الأليمه تلفح الذاكرة الوطنيه بشواظ من لهب..ولازالت بيوت الأشباح شاخصة وقد جرى (تأهيلها) وإعادتها للخدمه..!!

لا فرق بين فعائل قادة اإانقلاب وجماعتهم عما فعله (فيليسيان كابوغا) صاحب إذاعة وتلفزيون الكراهيه وهو نفسه مالك الشركات الروانديه التى قامت بإستيراد ( كميات كبيره من المناجل) التل يتم إستخدمها فى جزّ الرءوس..حتى أن طلبياته الضخمه أحدثت شحاً فى (مخزون المناجل العالمى) مع إختلاف الإستخدام بين جز الأعشاب وجز الرؤوس..!!

إنقلاب البرهان يريد أن يعيد ما حدث فى رواندا عام 1994 عن طريق التحريض وعن طريق قتل المتظاهرين السلميين بالرصاص وإصابة العشرات ومنعهم من العلاج ومطارده الجرحى ودماؤهم تسيل.. والمليشيات تطاردهم من شارع إلى شارع مثلما كانت تفعل مليشيات (انتراهاموى) في رواندا.

.والبرهان يقوم بتبعيض الشعب السودانى وتقوم القوات التي يرعاها بالضرب والمطارده والإعتقالات المفتوحة فى صف مؤيدى الثورة دون سواهم .. فى حين يستدعى آخرين من أنصار فئته السياسه للوزارات ولمناصب الدولة ودواوين القضاء والسفارات والجامعات والنيابات والمؤسسات..والذين يعتقلون الناس الآن لا يشهرون هوياتهم حتى يعلم المُعتقلون المدنيون وأهلهم -على أقل تقدير- هل هؤلاء الجلادين الذين يلاحقونهم بالضرب والزجر والسحل يتبعون للدوله.. أم إنهم يقومون بهذه الآعتقالات من عندياتهم وبمزاجهم..؟! هذه هى وعود إنقلاب البرهان بإصلاح مسار الفترة الإنتقاليه…!!

ما يجرى الآن يكشف أن الإنقلابيين يظنون أنهم يمكن أن يفتكوا بالسودان..وهذا أول إنقلاب ربما فى تاريخ الإنقلابات يتم تنفيذه من أجل (أغراض شخصيه) خاصه بمن قاموا به.. ولإراحة ناهبى مال الدوله ومواردها..! ويريد أن يضع السودان بكامله وحكومته المدنيه (رهينة) من أجل حماية بضعة أشخاص (وليكن في الذاكره فض الاعتصام وما أعقبه من تصريحات وإجراءات مُعلنة للذين أمروا به وما حدث قبل ذلك من جرائم حرب ومجازر..

ثم وقائع لجنة تفكيك الإنقاذ وإسترداد أموال وأصول الدوله)..ولا صلة لهذا الإنقلاب بأى دوافع وطنيه أو سياسيه (وطبعاً ليس فى الدنيا أى تبرير لاإقلاب على حكم مدنى) وهو إنقلاب (للمقايضه) بين الوطن وبين أفراد ضاق عليهم الخناق بسبب ما فعلوه حالياً وفى سابق عهدهم.. وأرادوا كما يظنون (تحسين موقفهم التفاوضل) والهروب من تسليم رئاسة المجلس السيادى للمدنيين من أجل (الخلاص الفردى)..!

فقل لة ماذا فعل الإنقلاب على صعيد ما يخدم الإنتقال المدنى للديمقراطيه..؟ أو ما ينفع الوطن وأهله في أمنهم ومعيشتهم وصحتهم وتعليمهم..؟!! هل يتحدث قادة الإنقلاب عن التنميه أو عن محاربة الفساد وإسترداد أموال الدوله ومواردها أو ترقية حياة الناس (بدلاً من قتلهم)..؟! كل قرارات الإنقلاب لم تخرج عن الضرب والإعتقالات وتشليع مؤسسات الإنتقال وطرد العاملين من وظائفهم وتعيين الفلول فى مناصب الدوله..!! إنهم يريدون فقط حماية أنفسهم وأن يتربعوا على الجماجم.. ويظنون أنهم يمكن أن يرهبوا السودانيين حتى يطأطئوا رءوسهم ويبصمون على رئاسة البرهان الذى لا يعلم أحد بأى صيغة يحكم البلاد وهو لم يعيّن نفسه حتى الآن (ولو شكلياً وإغتصاباً) رئيساً للدوله أو لمجلس إنقلابها…!

فهل كان متصوراً أن يقوم شخص أو حفنة أشخاص بإنقلاب بعد ثورة ديسمبر .. والشواهد ماثله أمامهم (حتى فى 30 أكتوبر القريب) الذى لم تجف حتى الآن دماء شهدائه ومصابيه..؟! لا يوجد خيار ثالث..أما أن يكون هذا الوطن للسودانيين وأما أن تقتل شراذم فلول الإنقاذ والمليشيات كل الشعب ويجلس على القصر الخاوي مناوى وجبريل والتوم هجو ومسار ونهار والتجانى السيسي وحميدتى والبرهان وكباشى…!!

murtadamore@yahoo.com