متى ينتهي هذا الهبل الذي سمي خطأ انقلاب عسكري؟ متى ينتهي والناس يكتشفون شيئا فشيئا ان ضرر هذه الهبالة لن يستثني احدا..حتي شلة الرجال البلهاء الذين خططوا ونفذوا هذا العبط أدركوا اخيرا ان ما قاموا به محض غباء وانهم قد ارتكبوا خطأ حياتهم..
أول من اكتشف هذا هو اركو مناوي..اكتشف انه فرط للابد في منصب حاكم دارفور وان لا برهان ولا حميدتي ولا اي قوة في الارض بامكانها ان تعيده من جديد الى هذا المنصب..
اردول المسكين اكتشف بعد فوات الاوان ان الصدفة المحضة التي وضعته علي رأس هيئة مهمة مثل التعدين قد تبددت في الفضاء الساطع وان مصيره بات مجهولا تماما..
الناظر ترك وبعد مفاوضات ماراثونية مع صديقه البرهان اكتشف ان البرهان خدعه وانه ليس بمقدور البرهان او كباشي منحه منصب عضو في مجلس السيادة وان المسألة اعقد مما تبدو عليه بكثير وان ما كانت ستحصل عليه نظارته وقضية الشرق عموما من حكومة حمدوك لن تحصل عليه من حكومة الفلول ابدا ابدا..
الجيش اكتشف ذلك وحتى تلك الشركات التي كان يديرها وتدر عليه مبالغ ضخمة اصبحت الآن عرضة للعقوبات الامريكية وانها منذ الآن اصبحت في حكم الشركات الفاشلة..
البرهان اكتشف ذلك وها هي الجماهير والمجتمع الدولي علي السواء ينكتون له ملفاته القديمة ليس ابتداءا بمجازر دارفور وليس انتهاءا بمجزرة فض اعتصام القيادة العامة..
حميدتي اكتشف ذلك ايضا وبدل كابوس واحد يطارده وهو الكابوس الذي اعترف هو بنفسه بثقل وطأته عليه وهي اتهامه بمجزرة القيادة العامة، ها هي كل كوابيس، كل المجازر القديمة والجديدة، تطارده وتشدد الخناق عليه الآن..
الدول التي دعمت تلك الحماقة تكتشف الآن ان وزارة الخزانة الامريكية بدأت تتذكر لها القديم الذي عفا عليه الزمن وها هي تفتح لأول مرة ملف شركاتها (شركات تلك الدول) التي خرقت العقوبات الامريكية علي البشير بين ٢٠٠٥ و ٢٠٠٠٩ وان ملفات اخرى في الطريق..
والدول التي تراقب الآن ما يحدث في السودان بحذر والتي لدغت سابقا من تنظيم الاخوان المسلمين يصيبها الذهول عندما يكون من أول القرارات التي يصدرها الانقلاب هي الافراج عن مسؤولين امنيين وسياسيين تربطهم علاقة بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني ومبارك، ورغم اعادتهم للسجن سريعا الا ان ما حدث وما يحدث على الارض كل يوم، يؤكد لتلك الدول ان هؤلاء لا أمان لهم وانهم كما خدعوا الرئيس الراحل حسني مبارك فكان اول من دعمهم في ٨٩ ولم تكد تمضي سنوات قليلة حتى دبروا محاولة لقتله في اديس ابابا، ذلك الماضي الاليم انما يثبت شيئا واحدا ان لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين..
المؤتمر الشعبي اكتشف ذلك.. الاذرع الاعلامية للانقلاب اكتشفت ذلك وها هي (الاذرع الاعلامية) توقع عقوبات قاسية علي تلك المذيعة التي تخيلت لوهلة ان الموضوع قد حسم فافرغت كل ما في قلبها من حقد علي الثورة والثوار..
طيب من تبقى اذن من داعمي الانقلاب؟ ربما فكي جبريل ابراهيم الذي ينخرط اخوه عشر في جرائم الاختطاف والقمع والقتل الذي يحدث الآن بحق المعارضين وربما ايضا التوم هجو الذي لا زال يأمل – فيما يبدو – في ان يحظى بمنصب وزير او عضو مجلس سيادة..هذا بالاضافة الى الكيزان بالطبع..
وهنا لا بد لنا من التساؤل: هل كل تلك المهزلة التي اعادت السودان لايام العقوبات الاقتصادية والقمع والقتل بحق المعارضين السياسيين والعزلة الدولية والحروب الداخلية، هل سيدفع الوطن كله، شعبه علي جيشه، بسطائه على قادته – موالين ومعارضين – احزابه السياسية علي تنظيماته المدنية.. هل سيدفع السودان كل هذا الثمن لكي يعود الكيزان للحكم ويصبح التوم هجو وزيرا؟