تشرفت بالجلوس في حضرته ضمن وفد من الحزب الإتحادي الديمقراطي المعارض لانقلاب الثلاثين من يونيو 1989 الذي تبنته “الجبهة الإسلامية القومية” كما كانت تسمي نفسها قبل أن تتحول إلى حزب سياسي حاكم متسلط.
كنت وقتها مراسلاً صحفياً لصحيفة “الخليج” الاماراتية من مكتبها بالخرطوم، وكان وفد الاتحاديين يضم قيادات معارضة صامدة أذكر منهم سيد احمد الحسين وعلي محمود حسنين، عليهما رحمة الله ورضوانه.
حرص الوفد على زيارته بمقر إقامته ونحن في طريقنا إلى مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة الخضراء حيث تابعت اللقاءات السياسية التي نظمها فرع الحزب الاتحادي بالجزيرة وخرجت بحصيلة صحفية بعثتها لصحيفة الخليج، وقد تعززت علاقتي بهذه القيادات المعارضة ضمن حرصي على تغطية أخبار السودان في كل المجالات.
ظل هذا اللقاء الذي حضرته مع القيادات الاتحادية أرضاً علي سجادته في جلسة محضورة محفوراً في ذاكرتي، وأصبحت أتابع حراكه العام الذي لم يقتصر على الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي لم يقصر في مساعيه لتوحيده على السراط الوطني المستقيم بل إمتد حراكه الوطني برحابة المتصوفة ليشمل كل الساحة السياسية والمجتمعية بتجرد وزهد في المناصب والمغانم.
كان حاضراً بمواقفه النقية التي جعلت أفئدة الناس تأوي إليه من جميع الشرائح المجتمعية وظل صامداً واضح المواقف ضد سياسات الديكتاوتورية والقهر والهيمنة الاحادية حتى أسقطت الجماهير الثائرة نظام الإنقاذ الإستبدادي.
إنه الشيخ عبدالله الشيخ الريح الشيخ عبدالباقي الشيخ حمدالنيل المعروف باسم أزرق طيبة الذي انتقل غلى رحاب الرحمن الرحيم راضياً مرضياً عنه من عموم السودانيين، الذين يسألون الله عز وجل ان يتقبله بواسع رحمته، وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.