مواصلة في انقلابه على ثورة ديسمبر، أعلن قائد الانقلاب البرهان بالأمس تعيين مجلس سيادي، عين فيه نفسه رئيسا وعين بقية جوقة الانقلاب من عساكر المجلس العسكري أعضاءا فيه، ثم جاء بديكور من بعض المدنيين الذين لم يسمع بهم احد ولا يعرفهم احد، ولا طعم لهم ولا رائحة، جاء بهم ليكونوا مجرد ( بصمجية)، يبصموا له على قرارات قهر وارهاب الشعب السوداني.
ثم اقحم الرجل أعضاء الجبهة الثورية عقار والهادي إدريس والطاهر حجر الذين اصدروا من قبل بيانا واضحا وصريحا ضد الانقلاب، في مجلس السيادة، وهو تصرف غريب، اذ يعتقل البرهان نائب رئيس الحركة الشعبية شمال ياسر عرمان، فكيف يعين رئيس الحركة عقار في منصب سيادي؟ هل ستقبل الحركة الشعبية بكل كبرياءها هذه الاهانة؟ بالتأكيد لن تقبل، ولا نتوقع انضمام عقار لمجلس انقلابي يعتقل نائبه رهينة بلا ذنب سوى انه وقف مع مدنية الدولة وحرية الشعب.
كان على العسكر الانقلابيين ان يلموا عليهم في مجلس السيادة لاعقي احذيتهم، مناوي وجبريل واردول والتوم هجو ، فهذا الرباعي جاهز تماما لتلبية رغبات العسكر حتى النهاية، سقطوا من ضمير الشعب كما تسقط الثمرة اليابسة المتعفنة من شجرة ناضجة، وسيسقطون مع عساكرهم إلى مذبلة التاريخ وساء سبيلا.
مسرحية اعلان المجلس السيادي لم تغير من واقع البلاد شيئا، فهناك معسكرين، معسكر الانقلابات العسكرية وحكم البلاد بالسوط والبوت، ومعسكر المدنية وحكم البلاد بالعدالة والديمقراطية، الجماهير مازالت صامدة في معسكر المدنية والديمقراطية، وكما أسقطت البشير ونافع وعلى عثمان، ستسقط البرهان وحميدتي وجبريل ومناوي وبقية الجوقة، كان حتما مقضيا، يرونه بعيدا ونراه قريبا.
اعلان الانقلابيين عن مجلسهم السيادي مثل استفزازا واضحا للثوار، مما رفع من حماس الجميع للمشاركة في مليونية ١٣ نوفمبر، وسيرى الانقلابيون يومها كيف ان الشوراع لا تخون، وكيف ان هذا الشعب ثائر متمرد، ولو ظن البرهان ورهطه ان الثوار سيتخلون لهم ببساطة عن تعب وتضحيات شهور عددا ثابروا فيها في الشوارع بالدم والدموع حتى اطاحوا بالمخلوع، يكونون مخطئين، لقد قطع الشعب مسافة طويلة في هذا الدرب المضرج بالدماء والمعتق بالعرق والتضحيات، ولن يعود ابدا للوراء، لن يعود ابدا لحكم الفرد وقهر السفاحين، إما ان ينتصر هذا الشعب او ينتصر، لا خيار اخر، (والرهيفة التنقد).
يوسف السندي
Sondy25@gmail.com