من الصعب الكتابة وسط هذه الأجواء الضبابية والأنباء المتعجلة عن إتفاق تم التوقيع عليه بين رئيس وزراء الحكومةالانتقالية الموضوع تحت الإقامة الجبرية الدكتور عبدالله حمدوك وبين قائد إنقلاب الفلول والمرتزقة عبدالفتاح البرهان وسط استمرار المظاهرات الرافضة للانقلاب.
واضح من الصور التي بثتها القنوات الفضائية عن اللقاء المريب الذي تم بين حمدوك والبرهان وعصبته ان حمدوك كان مرهقاً ومتعباً وكأنه خضع لضغوط عنيفة لارغامه على التوقيع، وهناك انباء غي مؤكدة انه أُغمي عليه ونقل للمستشفى.
إن التوقيع على هذا الإتفاق المريب بين حمدوك ومجوعة القصر التي حرضت على الانقلاب على ثورة ديسمبر الشعبية وعلى الاتفاق المسبق بتسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين في السابع عشر من نوفمبر الحالي يعنى إستمرار سلطة الانقلاب رغم أنف الإرادة الشعبية.
لسنا من أنصار استعجال الأحكام وتخوين حمدوك قبل أن نعرف حقيقة ما تم الاتفاق عليه لان ماتسرب من بنود حسب بيان مجموعة القصر الانقلابية يصب في صالح تامين الانقلاب العسكري.
لسنا أيضاً من انصار تسمية المجموعة المحرضة على الانقلاب بقوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق لانهم خرجوا على الاجماع الشعبي وفشلوا في تأسيس بديل جديد كما فشلوا في مسرحيتهم الهزلية امام القصر الجمهوري وفضحوا انفسهم وهم يطالبون البرهان بالانقلاب، لأنهم حقيقة لاعلاقة لهم بقوى الحرية والتغيير.
كل هذا ليس مهماً الان فالشارع السوداني في الداخل والخارج قال كلمته الرافضة لانقلاب البرهان والفلول والمرتزقة في إجماع تام تجاوز عملياً ما طفح من خلافات حزبية ومهنية خلال الفترة الانتقالية وأعاد كرة الحراك الثوري للشارع الذي يملك مفاتيح إرادته الشعبية المجربة في إسقاط كل الديكتاتوريات.
مطالب الجماهير الثائرة واضحة ومعلومة على رأسها إسقاط إنقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وتسليم رئاسة المجلس العسكري في الفترة المتبقية من الحكم الانتقالي للمدنين دون افتعال معارك مصطنعة بيم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وإعادة كل مؤسسات الحكومة المدنية وفي مقدمتها لجنة تفكيك التمكين وتأمين إستقلال ومهنية وقومية القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى و… الخ من المطالب المشروعة والمستحقة.
إن الجماهير الشعبية الرافضة للانقلاب المعيب لن تخدعها هذ “الطبخة النية” المرجوعة لنار الثورة المتقدة في الشارع لأن المطلوب ليس إعادة حمدوك لرئاسة مجلس الوزرااء وتشكيل مجلس وزراء مدني على هوى الانقلابيين إنما خرجت لاسقاط انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وكل قراراته الباطلة واسترداد السلطة كاملة للحكم المدني الديمقراطي واكمال مسيرة الثورة الشعبية ودفع استحقاقات السلام والعدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتوفيرالحياة الحرة الكريمة للمواطنين.