تنظر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي مساء اليوم (الخميس) في مشروعين لفرض عقوبات على قادة سودانيين. الأول بعنوان إدانة الإنقلاب العسكري في السودان ودعم الشعب السوداني، الذي طرحته القيادات الديمقراطية والجمهورية في لجنتي العلاقات الخارجية في المجلسين. والثاني بعنوان قانون ديمقراطية السودان.
ووقعت خلافات حادة بين كل من مبعوث الولايات المتحدة للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي يفضل معاقبة الجنرالات في الخرطوم، ضد مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي التي تفضل إتباع نهج تصالحي أكثر مع القادة العسكريين السودانيين. وأكد مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية أنه خلال زيارة مولي الأخيرة إلى الخرطوم رفضت عرض فيلتمان أن يكون نائبه مرافقها في لقائها مع القادة العسكريين السودانيين.
من جانبها كشفت صحيفة فورن بوليسي الأمريكية عن خلافات كبيرة داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول التعامل مع الأزمة السودانية. وقالت الصحيفة، إن مشادات وقعت بين اثنين من كبار المسؤولين في إدارة بايدن، مسؤولين عن الإشراف على الملف السوداني، تمحورت حول فرض عقوبات بشكلٍ حادٍ على القادة العسكريين في الخرطوم. ولفتت الصحيفة إلى أن الانشقاق أدى إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية الأمريكية لمعالجة الأزمة التي يعاني منها السودان منذ أشهر. ووفقًا للصحيفة فإن المخاوف الأمريكية تتمثل في تكرار سيناريو تفكك إثيوبيا المجاورة والتنافس على النفوذ مع عددٍ من اللاعبين الإقليميين.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن التناقض الكبير في السياسة الأمريكية تجاه السودان يعكس حالة التخبط وتداخل الملفات. ويؤكد ما قال به الخبراء أن أمريكا لا تدعم الشعب السوداني لكنها تدعم أشخاص ينفذون سياساتها ورغم ذلك تلوح بسيف العقوبات الذي لا يخيف ذبابة.
وأضاف الخبراء أن جلسة الكونغرس ستضربها الخلافات وربما يتم إرجاء التصويت على القوانين لأن الأوضاع في السودان تسير بصورة جيدة وعملية نحو التحول الديمقراطي وأي ضغط على أي طرف من الأطراف ربما يجهض المساعي الجارية.
ونبه الخبراء إلى أن التدخل الأمريكي في الشأن السوداني والإنحياز بصورة صارخة لأشخاص وكيانات بعينها يزيد المشهد تعقيداً وعلى المجتمع الدولي وبقية أصدقاء السودان الوقوف بقوة في وجه هذا التمدد وهذه السيطرة التي أدت إلى تدهور الأوضاع في السودان. وقال الخبراء: (أمريكا تتدخل في كل شيئ وتلوح بالعقوبات وتهدد بالحصار ولكن عندما يأتي الحديث عن الدعم فإنها آخر من تقدم شيئاً للشعب السوداني وربما لا تقدم أية شيئ. فهل يمكن أن نثق في صدق السياسات الأمريكية وأمامنا العديد من نماذج التدمير الممنهج للدول والأشخاص والكيانات في عدد من البلدان التي مرت بنفس سيناريو السودان)؟.