هذا السودان الوطن الأجمل والافضل والأغاني. بقي وصمد السودان عبر القرون وتزاوج رجاله بنسائه وولدوا رجال ابطال وكنداكات عظيمات، بفضل بيئة اجتماعية عظيمة شاحذة للهمم ودافعة للتميز وزارعة للقيم الإنسانية المتفردة.
كان ذلك ومازال بفضل بيئة التعايش والتفاهم والتواثق المكتوب وغير المكتوب عبر الأجيال بين مكونات الوطن الاجتماعية على اختلاف اعراقها ولغاتها وتفاصيل بعض تقاليدها. برغم اختلاف بيئات الوطن الطبيعية بين البحر والنهر والجبل والوادى والسهل والصحراء، الا إنهم تواثقوا وتوحدوا كلهم على التعايش واحترام هوامش الاختلافات المميزة لأى مكون، بعقود متواترة ومتوارثة تحملها الحكاوى والقصص والحجاوى والسير التى حملوها جيلا بعد جيل منذ الازل ونشئوا عليها وارتقت قيمهم الجامعة وأصبحوا متميزين بأفضل ما يكون الانسان..
هذا الوطن عظيم وجميل ومؤهل ليكون الأجمل والافضل على الاطلاق بين أمم الأرض. نفخر أننا السودانيون متميزون وهذا ما لا ينكره بل عليه الاجماع. وبلا شك اننا محسودون من البعض على هذا التميز وجمال الطبع وقوة الشخصية.
تأكد لنا من وقائع التاريخ وما نراه من تدخلات خبيثة هذه الأيام وعبر التاريخ الحديث أن كثير ممن حولنا يطمعون في أرضنا وفي ثرواتنا ويحرصون على تدمير ما يجمعنا من القيم النادرة لأنها تمثل الرباط وبدونها ينكسر تمسكنا. ولكن المؤكد الذى لا شك فيه ألا أحد سيحرص على مصالحنا أكثر منا على ولا أحد تهمه سلامتنا أكثر من بعضنا على بعضنا البعض، ولا أحد امين على وحدة أرضنا وسيادة وطننا ونجاح الدولة السودانية أكثر منا مجتمعين.
لا خيار امامنا في مكوناتنا الوطنية المختلفة عسكر وسياسيين وحركات مسلحة، لا خيار إلا التداعى إلى بعضنا البعض بصدق وإيمان بما يجمعنا. لابد من الجلوس إلى بعضنا البعض بلا حواجز ودون وساطات من أحد وفق الأجندة الوطنية السودانية..
وأن يكون الضامن لتوافقنا هو شعبنا. ولا قوة علي وجه الأرض تستحق أن تكون الضامن لتوافقنا ولا يجب أن نثق في احد غير شعبنا.. هذا شرف عظيم يجب ألا نوليه لغير شعبنا العظيم وهو المأمون عليه أكثر من اى قوة بالعالم.