▪️ من يخبر الثوار أن الثورة شارع غاضب وقادة حقيقيون واهداف ووسائل وبرامج مكتوبة ومعلومة ، ورؤية محددة مع حرص ومراقبة تحمي الثورة نفسها من مخاطر تسلل سارقي الثورات ، فوجود القيادات علي كافة المستويات ، داخل الاحياء وفي القري وداخل المدن وعلي مستوي الولايات ثم المستوي القومي والتنسيق الكامل فيمابينها مهم للغاية ، وإذا غاب تتحول ثورة الشارع الغاضب والمطالب بالتغيير إلي مجرد امنيات معلقة وذكريات متداولة في حكايات اﻷجيال .
فالثورة المستمرة تستمد قوتها من التنظيم والتنسيق وتكوين خلاياها واختيار قادتها ، وهذا ما تحتاجه لجان المقاومة .
▪️ومن يخبر قادة الجيش بأن الاوطان وثرواتها تضيع بالتساهل والتخابر والعمالة فاﻷوطان التي لاتسمح جيوشها بتغلل مخابرات الدول اﻷخري ولا تلتفت للضغوط الخارجية وتمتنع عن التفريط في سلامة اوطانها وحقوق شعوبها وتنشغلل بتطوير افرادها وتاهيلهم وبناء قدراتها في التصنيع الحربي وسباق التسليح والنظم التكنولوجية المتقدمة ، هي وحدها المؤهلة ﻹداء واجباتها الوطنية علي أكمل وجه
▪️ومن يخبر الطرفين المدني ( الثوار ) والعسكري (قادة الجيش الوطني ) ، بأن الشراكة والتعاون اساس إدارة الدولة الناجحة ، ومن الغباء الواضح والفشل المؤكد أن يعتقد المدنيون ان إدارة الدولة واحداث التغيير يعني تغييب اهم اركان الدولة (الجيش والشرطة والمخابرات) وكاذب من ادعي نجاحا ﻷي دولة بلا عيون تري بها ولا يد تبطش بها ولا هيبة تحمي مواطنيها وتحرس حدودها وتحفظ ممتلكاتها، ولكن تضيع هيبة الجيش الوطني وتضعف قدراته طالما ان هناك جيوش موازية وسلاح متداول ورتب تمنح لمدنيين دون تدريب أو انتماء ﻷي مؤسسة عسكرية ، فلا يعقل ان يكون رئيس مجلس السيادة هو قائد الجيش الوطني ونائبه له جيش (الدعم السريع ) ووزير المالية له جيش آخر خاص بحركته المسلحة التي يتزعمها وكذلك الحال لبعض الوزراء وحكام بعض اﻷقاليم.
من يخبر العسكرين قادة الجيش ان المدنيين هم سندهم وهم اصحاب الحقوق العليا وأن مطالبهم ببناء جيش واحد وقوي ومؤهل ومنع فوضي تجييش المدنيين ومنحهم إشارات ورتب تباع في الاسواق هي مطلب مهم للغاية وواجب التنفيذ دون السماح بالتددخل في نظم الجيش وضوابطه الصارمة.
▪️ومن يخبر قادة الحركات المسلحة ، ان عهد السلاح المرفوع والكفاح المسلح قد انتهي وانهم مطالبون بتحويل حركاتهم وتذويبها إما بالترتيبات الامنية أو بالتحول الي احزاب سياسية مدنية تنافس بقية اﻷحزاب عبر صناديق اﻹنتخابات،
وبذات القدر يجب علي الحرية والتغيير والاحزاب السياسية المعروفة كبيرها وصغيرها ، ان تنشط في تطوير برامجها والتخلص من عيوبها لتكون مؤهلة للتنافس اﻹنتخابي وقادرة علي إدارة الحكم في حال فوزها عبر صناديق اﻹقتراع.
▪️أما اﻵن فليس من مصلحة الثورة والمدنيين ذهاب حمدوك وكما ليس من مصلحة المكون العسكري إستقالة حمدوك ، فأصحاب الرؤية الثاقبة يرون بوضوح انه يمثل جسرالتواصل علي الرغم من وجود عيب ظاهرفي طريقة تعامله مع اﻷحداث( سياسة الموقف الوسط ومحاولة ارضاء كل اﻷطراف)
ولن نخرج من النفق المظلم ، إﻻ بترك النفاق السياسي ومغادرة محطة التنازع الخفي ثم اﻹرتقاء إلي مستوي الوطن ، وذلك يتحقق بالجلوس والحوار والتفاهم إحتكاما لمصالح السودان فقط ، وهذا ما نحتاج ان ندركه اﻵن اﻵن وليس غدا.