▪️إستقالة حمدوك المتداولة والتي تضج بها الاسافير بل وبعض الصحف العربية المرموقه مثل صحيفة الشرق الاوسط ، تلك الاستقالة تظل بعيدة عن منطق القراءة الصحيحة لواقع الحال، فبالرغم من معاناة حمدوك الشخصية مما وصلت إليه تنازعات الحواضن السياسية
وانقسام الشارع السوداني بين معارض ﻹتفاق البرهان حمدوك ومؤيد لذلك اﻹتفاق باﻹضافة لمحاولات البرهان لمحاصرة سلطات رئيس الوزراء ، فإن تحقق تلك اﻹستقالة يعني اﻵتي :-
اولا :- ذهاب آخر ممثل للوجود المدني في موقع السلطة ومنح البرهان ومجلسه العسكري فرصة ﻹختيار رئيس وزراء يتوافق مع رغبات المكون العسكري .
ثانيا :- ذهاب حمدوك هو في الواقع هزيمة للبرهان ومجلس السيادة ، ﻷنه يعود بالشارع وثورة الشباب للمربع الاول حيث تزداد حدة المواجهة ، ﻷن ما يفهم حينها ان المكون العسكري بقيادة البرهان قد ذبح الثورة من الوريد للوريد.
ثالثا :-إقدام حمدوك علي اﻹستقالة في هذه المرحلة الحرجة يعمق من اﻷزمة السياسية القائمة ، ويضع البلاد أمام مخاطر يصعب معالجتها.
▪️وعلي غير المتوقع عند اصحاب الخبر المتداول حول اﻹستقالة ،فأن بقاء حمدوك وتمسكه بنصوص اتفاقه اﻷخير مع البرهان واكمال قرارته بإبطال كل قرارات البرهان المرتبطة باﻹنقلاب بإعلان حكومته الموسعة وبطريقة مختلفة بعيدا عن المحاصصات الحزبية ، مع الحرص علي الكفاءات القومية من كل انحاء السودان، هي اﻷقرب إلي التحقق ، واﻷنسب لمعالجة الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية داخل السودان وانهاء حالة التوهان المسيطرة علي السودان اﻵن.
▪️حمدوك إذا قرأ بتركيز لتخلي عن فكرة اﻹستقالة واتجه لتكون حكومته الجديدة علي وجه السرعة وبالتالي هيأ المسرح السياسي للحوار وتصحيح الاخطاء .
والبرهان إذا راجع الواقع وتخلي عن التعامل بردود الافعال والتزم بحدود مهام مجلس السيادة الاشرافية الا فيمايتعلق بالمخاطر القومية ، لما وجد نفسه وحيدا في وجه العاصفة
أما شباب الثورة فعليهم اﻹنتباه
ومن ثم منح حمدوك فرصة اخيرة ربما استعادت ثورة التغير طريقها الصحيح واكملت مشوارها بقيام مجلس تشريعي انتقالي وجهاز قضائي مستقل ومحكمة دستورية قوية ، وبناء جيش وطني ضارب ومتقدم القدرات والتسليح .وجهاز مخابرات وطني يراقب بدقة دون إفراط في استخدام سلطته وبلا تفريط في كشف الخونة ومن يتسللون الي مواقع اتخاذ القرار او اماكن الثروات القومية . وبالتالي تهيئة البلاد لمرحلة اﻹنتخابات .
▪️ مرحبا بحكومة حمدوك الجديدة ، إذا كان الوطن حاضرا بقوة رغم معاناة الرجل وتعامله مع حواضن سياسية متنازعة ومكون عسكري لايثق في بعض الاحزاب التي تتعجل السيطرة ويعلو عندها خطاب المحاسبة والعقاب علي العمل لتأسيس قضاء مستقل ينتصر للوطن ولا يجامل في اﻹنتصار للمظلوم بعيدا عن الشبهات ، والمتداول من اﻹتهامات بلا دليل .
فالمطلوب اﻵن حكومة حمدوك ذات الكفاءات الوطنية المستقلة وليس استقالته.