▪️المؤامرة أكبر مما نتوقع، وهي مؤامرة تصنعها جهات دولية وضعت خطتها لتنفيذ حريق السودان الكبير ، وهي ذات الجهات التي شجعت الحركات المسلحةومنذ عقود علي التمرد بعد التزامها بتوفير التمويل والسلاح ومبررات محاربة الدولة بحجة ان الدولة تديرها حكومات ظالمة ظالمة لا تستحق إلا المواجهة العسكرية واستخدام السلاح ، ونفس تلك الجهات الدولية هي من شجعت بعض الحركات علي التفاوض مع الحكومة الانتقالية وشقها العسكري تحديدا لتصنع ما يعرف باتفاقية جوبا ومساراتها الغريبة والمريبة، ثم انها نفس الجهات التي تسللت الي المكون المدني وحواضنه السياسية لبذر الخلافات ووضع رئيس الوزراء المستقبل حمدوك في خانة العجز تماما.
▪️والغريب في الأمر أن تلك الجهات المتآمرة ضد السودان وشعبه هي من أعلنت إعجابها وتأييدها للثورة السودانية ولما تأكدت أن الثوار راغبون في بناء دولة مدنية قوية لا تقبل الوصاية ولا تفرط في سيادة وطنها ولا تسمح بسرقة موارده أسرعت في خلق تيارات متصارعة داخل الحشودالشعبية ، واستخدمت اساليبها القذرة لإرباك المشهد السوداني بتغلل عناصر مجهولة الهوية تغتال الشباب تظهر تلك العناصر حينا بلباس عسكري ليظن الثوار ان من يغتال الشباب الثائر هم العسكر ،ثم تظهر تلك العناصر حينا آخر بلباس مدني ووسط الثوار ليرتاب الثوار فيمابينهم وليظن العسكر ان الثوار هم من يهددون أمن وسلامة الوطن، ويذهبون بالبلاد إلي فوضي لاتنتهي.
▪️وحتي لا تطمس معالم الثورة وملامح الشباب الوطني الغيور وتستبدل صورة شباب الثورة ب مشاهد المخربين والفاسدين والمنحرفين اخلاقيا ،ينبغي علي لجان المقاومة وكل شباب الثورة التخلص من اؤلئك الذين يسئون إلي الثورة برفعهم لشعارات وهتافات لا أخلاقية تسيئ إليهم وتظهر الثوار كأنهم حشود من السفلة وشذاذ الآفاق، مما يتسبب في قطع اواصر التواصل والتلاحم بين شباب الثورة والسواد الأعظم للشعب السوداني.
لتختفي مظاهر سلمية الاحتجاج والتظاهر المنضبط بفوضي التتريس الذي يعطل حركة العامة ويهدد حياة المرضي ، وهو بالتأكيد ليس التتريس المحمود الذي يظهر قدرة الشعب علي الضغط لمنع سرقة ثرواته وتهريبها وتخريب اقتصاد الوطن.
▪️السودان يستدرج الآن إلي الجحيم ، لأن المشهد شديد الإرباك ، حتي كاد ان يصبح المكون العسكري والمكون المدني وشباب المليونيات الغاضبةجميعهم هم من يخونون الوطن ويهددون مستقبله ، وجميعهم يشكلون مشاريع الصراعات المفضية إلي الجحيم .