أخلت السلطات الأمنية سبيل “أبو مصعب السوداني” محمد سليمان النافع- أبرز مقاتلي القاعدة، وأحد المقربين لزعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري، الذي كان موقوفاً لفترات طويلة على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب.
وحسب الزميلة (السوداني) فإن “أبو مصعب السوداني” تم الإفراج عنه من سجن كوبر بالخرطوم بحري قبل 5 أيام بعد عملية احتجاز دامت لعدة سنوات، وذلك بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية التي كان يقضي فيها فترة عقوبة في سجونها، وصلت لعقد كامل من الزمان، على خلفية اتهامات تتعلق بتنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية من بينها ضلوعه في إسقاط طائرة البلاك هوك الأمريكية في الصومال، حيث كان “أبو مصعب السوداني” وقتها من العناصر المقاتلة في صفوف حركة شباب المجاهدين، وبادرت شركة كولومبيا للإنتاج الإعلامي الأمريكية لتوثيق عملية إسقاط الطائرة في غابات الصومال بإنتاج الفيلم الحربي “Black Hawk Down” الذي يحكي تفاصيل وملابسات إسقاط الطائرة بضربة جوية من مقذوف (آر بي جي) أطلقه “أبو مصعب السوداني” وتم عرض الفيلم في العام 2001.
فيما اختفى “أبو مصعب السوداني” بعد الحادثة مباشرة دون تمكُنْ واشنطن من الإمساك بخيط تستطيع من خلاله اقتفاء أثره وتعقبه أو الوصول إلى مكان اختبائه، ويكشف مقربون من “أبو مصعب السوداني” أن الرجل تم استدراجه عن طريق صهره جمال الفضل الذي تحتفظ به واشنطن كشاهد ملك تحت برنامج حماية الشهود، بعد كشفه لأسرار تنظيم القاعدة مشكلاً أكبر مصدر معلومات لصالح المخابرات الأمريكية، وفراره من الخرطوم إلى أسمرا ليسلم نفسه للسفارة الأمريكية بإرتريا.
وعن طريق جمال الفضل تم القبض على “أبو مصعب السوداني” محمد سليمان النافع واصطياده في كينيا بعد خروجه وقتها من الخرطوم ووصوله للعاصمة الكينية نيروبي لتصطاده المخابرات الأمريكية، وتعمل على ترحيله لواشنطن التي قضي فيها (10) أعوام في سجونها.
وحاولت المخابرات الأمريكية استمالة “النافع” مقدمة له عرضاً للتعاون معها كمصدر معلومات وعميل مزدوج لكشف شبكات القاعدة وأذرعها في كل من الصومال وكينيا قبل الإفراج عنه ليصل بعدها للخرطوم التي أوقفته قبل عدة سنوات علي ذمة قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وأبلغ مقربون من الرجل صحيفة (السوداني) أن السلطات أخلت سبيل “أبو مصعب السوداني” محمد سليمان النافع قبل 5 أيام تنفيذاً لقرار مجلس الأمن والدفاع برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، الذي أوصى في اجتماعه الأخير بالإفراج عن المشتبه فيهم الذين لم تثبت إدانتهم بالتورط والضلوع في أعمال إرهابية بالبلاد، وظلوا موقوفين بالسجون لفترات طويلة؛ ليشمل قرار الإفراج “أبو مصعب السوداني” محمد سليمان النافع.