العالم على شفا حفرة من كارثة كونية!
حسن الجزولي
- الليلة قبل الماضية نجا العالم بأعجوبة من كارثة كونية بحق وحقيقة عندما قصفت القوات الروسية المعتدية على أوكرانيا، أكبر مفاعل نووي بأوروبا، واستطاعت الدفاعات المدنية الأوكرانية محاصرة النيران وإخمادها وهي في المهد، وهكذا حمى الله عالمنا من كارثة محدقة!.
- وربما أنه في حالة تكرار مثل هذا الاستهداف للمنشآت النووية في أوكرانيا، فسيشهد العالم كارثة تفوق ما حدث عام 1986 لمفاعل شيرنوبيل بالاتحاد السوفيتي السابق الذي تعرض لانفجار ما تزال نتائجه ماثلة حتى نهار اليوم رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على ذلك الحادث الذي وقع صدفة!.
- عليه فإن ما تم من استهداف في الليلة قبل السابقة للمفاعل النووي بأكرانيا يعتبر أخطر مراحل الاعتداء السافر على شعب أوكرانيا وتعريض العالم لكوارث كونية حقيقية.
- كما يعتبر ما يجري من اعتداء بمثابة تهور وجنون يفوق جنون ما أقدم عليه أودولف هتلر أبان الحرب العالمية الثانية.
- بعد انجلاء كوارث الحرب العالمية الثانية كانت هناك إحتمالات بأن يشهد العالم حرباً عالمية ثالثة.
- ولكن العقلاء قد نبهوا بأنه لن تقع بعد ذلك حرباً عالمية (رابعة)، لأن أسلحتها بالكاد ـ إن وقعت ـ فإنها ستكون ( بالمخالب والأسنان والحجارة)!.
- حيث لن يتاح للعالم كي يستخدم أسلحة متطورة أخرى!، لأنها ستكون قد تلاشت مع تلاشي الحضارة الانسانية بعد استخدام السلاح النووي في الحرب الكونية القادمة ، وقطعاً سيتم ذلك إن تطورت المواجهات بسبب الأزمة التي فجرتها روسيا باعتدائها على أوكرانيا!.
- العقلاء وحدهم هم الذين يمكن أن يساهموا في نزع فتيل الحرب وإنقاذ الكون وحضارته!.
- فالعالم على شفا حفرة من كارثة كونية قادمة، وهذه حرب إمبريالية، والامبريالية تؤكد لنا الآن بأنها أعلى مراحل الرأسمالية في الكون وجميع اللاعبين فيها يروننا كيف تصل بهم رأسماليتهم نحو إمبرياليتهم المجرمة!.
- على العالم ،، كل العالم التوقف ونفض ما بين يديه والتحديق نحو ما يجري في أوكرانيا، وأن يضع أياديه في قلبه متضرعاً لله بأن ينقذ الدنيا وحضارتها والمصير المحدق بأطفال العالم الذين سيكون مصيرهم كمصير جيل كامل من الأطفال الذين شهدوا كارثة إنفجار مفاعل شيرنوبيل ( صور بالصفحة الأخيرة تتحدث عن نفسها)!.
- إن نضالات شعوب العالم المحبة للسلام والتي اصطفت منذ عشرينات القرن الماضي نبذاً للحروب ومواجهة صناعها ومحاصرتهم والمطالبة بنزع السلاح واستتباب أمن العالم الخالي من ترسانات الأسلحة الفتاكة وضمان الطمأنينة للشعوب وللأجيال القادمة، إنما كانت تعمل وما تزال من أجل مثل ونبيلة وأخلاق سامية لكل تلك الأهداف التي من أجلها اصطفت في جبهة عالمية لمواجهة أخطار وشرور الامبريالية العالمية والتوجهات الرأسمالية الساعية لأطماعها الذاتية، وحق للعالم أن يقف وقفة واحدة ضد كل هذه الأشكال المهددة لوجود االانسان وحضاراته التي بناها عبر الحقب والقرون ،، حتى لا تسود ثقافة التدمير ونفي الآخر ،، وقتها لن تلجأ قوى السلام العالمي وأياديها على قلوبها لتردد:ـ
- أيا جامع الدنيا لغير بلاغة
لمن تجمع الدنيا وأنت تموت!.
فعاشت الانسانية وحضاراتها والموت لأعدائها!.
ـــــــــــــــــــــــــــ - نشرت بصحيفة الميدان.
hassanelgizuli3@gmail.com