▪️وكأن السياسي المتمكن والأديب الضليع المرحوم محمد أحمد المحجوب رئيس وزراء السودان الأسبق ، يقف علي شرفة الزمن الآن متأملا ما وصلت إليه حال السودان ، ليردد بصوته الجهوري بيتين شهيرين من شعره :-
(هذا زمانك يامهازل فأمرحي
قد عدكلب الصيدفي الفرسان
ياضيعة الوطن الذي انصاره
قوم يرون النصرفي الخذلان)
فالسودان الذي تعرض لفرمطة كاملة ،والفرمطة لمن لايعرفها هي مسح كل شيئ وتصفير البلاد أي الرجوع بها إلي الصفر ، أي مسح كل مالدي الوطن والمواطنين ،اما المرمطة فهي مسح الوطن والمواطن بتراب الأرض بعد دفعه ليسقط أرضا في حالة من الضعف والعجز والهوان.
▪️المرمطة وضع خطير للغاية يعاني منه السودان الآن، فالوطن كأنه مواطن ضعيف لايقوي علي شيئ وقد ألقي علي الأرض وقد اوسعوه ضربا وركلا ومرغوه في التراب، فهو يرتعد خوفا، ممزق الطموح والشموخ والثياب.
المرمطة هي أن يكون الوطن غنيا وشعبه يعاني الفقر، والجوع،والمرض ، وأن يكون الوطن عزيزا وقادته مصابون بالذل والهوان والتسول، والمرمطة هي أن يجوع من ينتج الغذاء، ويشبع من يتاجر في ذاك الغذاء، المرمطة هي أن تلهث وراء الخدمات الأساسية صحة ،تعليم، كهرباء ،وقود ، مواصلات، وإتصالات فلا تجدها الأ بشق الأنفس، المرمطة هي أن يسود الإنفلات الأمني ،وتنتشر تجارة المخدرات وتكثر حالات الإغتصاب، والنهب في الطرقات، المرمطة هي أن يخون المسئول عن حفظ النظام والقانون وحماية الناس وتامينهم في بيوتهم والطرقات مسئوليته، ويتخلي عن مهامه، وهو يشاهد مايحدث من جرائم ومخالفات أمام عينيه.
▪️المؤسف أن تكون المرحلة الثالثة بعد الفرمطة ثم المرمطة، هي تعدد الدروب( تعددالولاءات ،والمصالح ) واشتعال الحروب (التنازع والخلافات والمواجهات العنيفة)، ولكن رغم ذلك يبقي الأمل بأن يهيئ الله للسودان من يخرجه مما وصل إليه.