▪️ تقول الحكاية السودانية الطريفة أن رجلا قد تقدم به العمر واستشعر ضعف اهتمام ابنائه به وانشغالهم عنه، فخطرت له فكرة يستعيد بها اهتمام ابنائه به واﻹنشغال والتنافس في خدمته.. فذهب الي صاحب ورشة وطلب منه أن يصنع له صندوقا حديديا بحجم يسمح له أن يضعه تحت سريره ، وبالفعل صنع له الحداد الصندوق ، فحمل الرجل الصندوق خلسة ووضعه تحت سريره بعد ان احكم اغلاقه بقفل ، ثم ارسل ﻹبنه اﻷكبر الذي انشغل بزوجته واولاده وتجاهل حتي زيارة والده ،أظهر اﻷب إهتماما بالصندوق وكانه يحاول ان يخفيه عن إبنه اﻷكبر عندما سمع حركته وهو يقترب من غرفته ، لمح اﻷبن الصندوق اثناء محاولة اﻷب إخفائه تحت سريره إقترب اﻹبن من ابيه وسلم عليه بحرارة وبدا يعتذر لوالده ويقسم امامه انه لن يتأخر عنه بعد اليوم و سيكون في خدمته و أنه سيزوره يوميا ، اﻷبن تأكد ان والده يحتفظ بشيئ ثمين داخل هذا الصندوق والا لما كان حريصا علي إخفائه تحت سريره ويضع مفاتيح ذاك الصندوق تحت وسادته.. شكر اﻷب ابنه وعبر له عن حبه له ﻷنه ابنه اﻷكبر.. رجع اﻹبن سعيدا وانتظم في اهتمامه بأبيه ، وما كان اﻷبن اﻷكبر يدري أنه سيدخل في تنافس مع اخويه في خدمة اﻷب ،فهو لايعرف مثل اخويه أن اﻷب استدعي كل واحد من ابنائه بطريقته واظهر امامهم اهتمامه بذاك الصندوق واشعر كل منهم بأنه اﻹبن اﻷقرب اليه حتي ظن كل واحد انه هو من سيفوز بحب ابيه ليمنحه مفتاح الصندوق وصار اعتقادهم قويا بأن داخل الصنوق كنز ثمين عندما جمعهم ابوهم وطلب منهم عدم اﻹقتراب من ذاك الصندوق أو محاولة فتحه وهو علي قيد الحياة ، ولكن بإمكانهم فتحه بعد موته.
▪️ إستمتع الرجل بحياته وهو يري تنافس أبنائه في خدمته وحرصهم الشديد علي تقديم اقصي اﻹهتمام به ، وظل سعيدا
بوجود ابنائه بجانبه إلي أن توفاه الله .. ليسرع اﻷبناء نحو الصندوق للفوز بما اخفاه والدهم
وكأنت المفاجأة أن يجدوا داخل الصندوق ورقة صغير مكتوب عليها (سامحوني يا ابنائي ﻷنني احتميت بهذا الصندوق لجذبكم نحوي وتكونوا بالقرب مني وفي خدمتي إلي ان ارحل ).
▪️ يبدو أن الحكومة اﻹنتقالية قد أستخدمت ذات الفكرة لتحتمي بالصندوق ، لتفوز بصبر الشعب علي أخطائها وعلي الغلاء الفاحش والتفلتات وعلي ازمات الخبز والوقود ،وكأنما صندوق الحكومة الذي تحتمي به هو شعارات الثورة (الحكم المدني) و (حرية ،سلام وعدالة) والمفزع أن نكتشف أن صندوقها لايوصل الي الحكم المدني ولايحقق السلام و والحرية والعدالة.