▪️ الغبن حالة من التسمم النفسي او المعنوي …
وهو حالة متأخرة لتفاقم الاحساس بالظلم والقهر..
وضحاياه هم اؤلئك الذين جربوا كل الطرق المشروعة لحماية انفسهم وحقوقهم من تغول الآخرين..وقد يكون هؤلاء الآخرين اشخاصا لهم نفوذ او لصوصا لديهم حصانات او قد تكون جهة اعتبارية متعددة الاذرع الباطشة والتفويض الكامل كالحكومة مثلا..
▪️ والغبن اخطر الامراض التي تصيب الشعوب وهو حتما يؤدي الي احدي حالتين اما الانفجار الذي يقتلع كل شئ او العجز الكامل الذي يجعل الشعوب تقبل بكل شئ …
وللاسف الشديد يعاني السواد الاعظم من الشعب السوداني من تفشي الغبن حتي انه لم يعد غريبا ان يموت الانسان مغبونا.بما يصدمه من معاملات او مسموما بما يتناوله من اطعمة ملوثة وكلاهما جريمة ترتكبها جهات معلومة مع سبق الاصرار والترصد…
▪️كنت قد سمعت من والدي كيف ان جدي قد حكي لهم انهم كانوا قبل عشرينات القرن الماضي قد رأوا شجيرة البندورة (الطماطم) مزروعة علي ضفاف النيل في الخرطوم وكيف ان الكبار كانوا يحذرونهم من الاقتراب منها وقد اطلقوا عليها شجرة السم… وما يدهشني هو قوة حدس جدودنا اذ تحولت الطماطم او البندورة احب الاطعمة للناس الي شجرة للسم فعلا بعد ان تلوثت عن آخرها بالمبيدات والسموم القاتلة.
▪️الآن تتعالي اصوات التحذير من تناول الطماطم لانها توصل من يتناولها اما الي السرطان او الفشل الكلوي لتتحقق نبوءة جدودنا الذين اطلقوا عليها اسم (شجرة السم) عن قصد او دون قصد.. ولكن بلا ادني شك ان تحول الطماطم كأقيم الاطعمة واشهي المأكولات الي سموم قاتلة قد تم بقصد واضح وتجاوز معلوم وتغافل متعمد يكشف تواطؤ كل الجهات الحكومية الرسمية مثل وزارة الزراعة والمواصفات والجمارك ووزارة الداخلية والامن الاقتصادي ليطال الاتهام الجهات التشريعية والدستورية العليا نفسها.. لتأخرها في سن القوانين الرادعة وتنفيذ اقصي العقوبات علي الجهات المختصة المسئولة من استيراد المدخلات الزراعية بما فيها الاسمدة والمبيدات والجهات التي لاتؤدي دورها الرقابي تجاه استخدام تلك المبيدات والاسمدة القاتلة ..
▪️لا يعقل ان ينتهي الامر بالمواطن السوداني النبيل ان يواجه الموت اما مغبونا او مسموما..