اصدر بنك السودان منشورا لكل البنوك التجارية يسمح لها بالدخول في عمليات تمويل شراء القمح المنتج محليا وكذلك سمح للبنك الزراعي بشراء القمح من المزارعين !!
ومن حق أي مزارع في السودان وبالذات مزارعي القمح في الجزيرة و ولايتي نهر النيل والشمالية أن يعلم لماذا فقط الآن( وبعد خراب مالطة) تم اتخاذ هذا القرار .
وزارة المالية وفي بداية موسم الحصاد أمتنعت عن شراء المحصول رغم أنها بادرت وحددت السعر التركيزي لجوال القمح حتى البنك الزراعي رفض استلام القمح إلا في حدود قيمة القروض الزراعية التي منحت للمزارعين .
والسبب الذي أعلن حينه عدم توفر السيولة النقدية في البنوك وان استيراد القمح ربما أقل تكلفة من شراء المنتج المحلي وهذا النوع من التفكير لا يمكن تسميته إلا بالتفكير السطحي ولا يمت للاقتصاد بصلة .
نعود ونسأل مرة أخرى.. ما الذي جد في الأمر؟؟ هل تعافى الاقتصاد ومن ثم توفرت السيولة فجأة ام هبطت الأموال من السماء في خزائن البنوك ؟؟
وانا أسأل نفسي هذه الأسئلة التي لن نجد لها إجابة قفز إلى ذهني تلك القصيدة الرائعة التي كتبها القدال وغناها مصطفي سيد احمد :
أخير لك أقول البحرق حشايا
أخير لك افضفض جراب الخبايا
أقول الكلام البفكفك سوارك
يوقف جدارك ويرفع عضايا
تموت الرموز التغتي الكلام
جبريل أعلنها حرب مفتوحة ضد المزارع ولنكون أكثر دقة ونقول لمزارع الجزيرة ونهر النيل والشمالية لاسباب لا تخفى على اي متابع دقيق عندما أعلن عن زيادة الكهرباء في أحرج أوقات الموسم الزراعي والكل تابع تلك التداعيات وتتريس الشمال وقال قولته ( ناس الشمالية عاملين دوشه !!) .
وتدخلت جهات أخرى وتمت تسوية الأمر وأسقط في يد جبريل قراره والذي اتخذه لتدمير المزارع في تلك الولايات .
وعندما جاء موسم الحصاد ورغم أنه حدد السعر التركيزي إلا أنه عاد ومارس هوايته المحببه وهي محاولة تكسير وتحطيم الزراعة في ولايات نهر النيل والشمالية والجزيرة لذات الأسباب التي يفهمها راعي الضأن في البادية ولا يحتاج إلى اي عصف ذهني وامتنع عن الشراء !!!
وبعد ان خسر المزارع في تلك الولايات خسائر مهولة عندما باع إنتاجه من القمح باقل من التكلفة وذلك لسد احتياجاته الحياتية وسداد ديونه والتزاماته المالية.
وعندما تأكد جبريل أن ما أراده قد تم وان القمح الذي انتجه المزارع بعرقه ودمه ودمعه وسهر لياليه في الحقول في زمهرير الشتاء قد تحول من يد المزارع المسكين إلى ايدي كبار التجار والشركات والرأسمالية الطفيلية و أطمئن لذلك اطمئنانا لا يشوبه أدنى شك عندها فقط سارع واتخذ قراره وسمح للبنوك بالدخول في عمليات شراء القمح .
هذه الحقيقة يا جبريل مهما حاولت ان تجملها وتعطيها ما تشاء من التبريرات الواهيه .
نعم خرج المزارع المسكين خالي الوفاض من هذا الموسم بل معظمهم تحملوا ديونا فوق ديونهم .
ولكن ثق أن أمنيتك لن تتحقق ولن تستطيع تحطيم المزارع مهما فعلتم وتأمرتم عليه سيعود المزارع وسيزرع القمح مرة أخرى رغم انف حكومتك ليطعم شعب السودان من حقول الجزيرة والشمالية ونهر النيل سيطعمونهم قمحا ووعدا وتمني .
الانحناءة لكل مزارعي بلادي وأقول لهم
( الله يخضر ضراعكم )
في الصميم. بارك الله فيك، واصل
كلام في الصميم. بارك ألله فيكم