▪️والسودان الذي تشتعل اطرافه الآن في النيل الأزرق وفي ودارفور، ويتداول بعض ناشطيه رغباتهم في المزيد من التشظي والانفصال إلي دويلات، ويتحدث قادته بلسان عنصري بغيض يصب الزيت علي النيران المشتعلة، هو وطن أصابته اللعنات، فتسلل الجهل والغباء واللصوص إلي كابينة قيادتة، وسيطر علي موارده المتمردون وتجار الحروب، واختفي من دوائر اتخاذ القرار اهل الحكمة والمخلصين من اهل السودان ومحبيه، وكأنه الآن وطن لاينتظر سوي حرب الفتن المهلكة .
▪️السودان اليوم وطن مشوه الملامح ضعيف الإرادة، لا دور لمؤسساته القومية المسئولة عن أمنه وحمايته من الإنزلاق إلي مهاوي الحروب الأهلية والصراعات القبلية، وكأن هناك جهات تعمل بخبث وحقد دفين ظنا منها انها تنتقم من السودان وشعبه العظيم، وكأن اشتعال أطراف السودان رسالة بأن الحريق قد يطال قلب الوطن نفسه،إذا لم نسرع في إكتشاف من يعملون بخبث وحقد لكي تلتهم نيران الحروب والصراعات القبلية كل السودان.
▪️الأغبياء وحدهم من يعتقدون أن الفتنة والصراعات القبلية تنتهي بمنتصر ومهزوم ، ولا يدركون أن قتل النفس المؤمنة يعني خسران الدنيا والآخرة، لأن قتل النفس من أعظم ماحرم الله، ومن المؤسف أن تكون اتفاقية سلام جوبا المشؤومة هي التي تقف وراء اندلاع الصراعات القبلية والحروب والفتن العرقية في السودان ،مثلما أن تراجع دور القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني قد تسبب في انتشار الفوضي واتاح للمتآمرين ضد السودان فرصا واسعة لزرع الفتن وتشجيع الصراع.
▪️اسئلة كثيرة تفرض نفسها بقوة وفي مقدمتها :-(هل الأحداث التي تمضي بالسودان إلي الفتن والصراعات هي نفسها اهداف الحركات المتمردة ، ورغبات دعاة مشروع السودان الجديد ؟)
وهل هناك خيوط خفية بين إتفاقية جوبا اللعينة ووساطة قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم والتي تحكم دولة جنوب السودان؟ وكأنما الحركات المتمردة مازالت مصرة علي تحرير السودان من السودانين؟
أين خبراء الإستراتيجية ومن يملأون القنوات الإخبارية بتحليلاتهم ليجيبوا علي هذه الأسئلة لنعرف من يقف وراء إشعال الحريق ،مع أننا نعرف أن أولئك الخبراء الموتورون هم امتداد لمنظومة الجهل والغباء والتآمر التي تسيدت الموقف حتي لحظة كتابة هذه السطور.