للمرة الأولى، أسجل اليوم حضورا على هذه الصفحة، اذ كانت آخر اطلالة في ١٤ يناير ٢٠٢٢،وهو تأريخ اجراء عملية جراحية كبرى في ما سميته (حنجرة الصوت القديم) وكنت نشرت مقالا في هذا الشأن قبيل العملية بنص ساعة.
أشير الى أنني غبت عن الفضائيات والاذاعات الدولية بسبب المرض لكن موقفي الداعم بالأمس واليوم لحقوق شعبنا في الحرية والعدالة والعيش الكريم ثابت وراسخ ،وهو موقف مناهض للانقلابات والديكتاتورية .
العملية الجراحية أجريت في مستشفى لندن الجامعي UCLH- Univerdity college London Hospital ،اذ أصبت- بسرطان في الحنجرة، وأحمد الله على نعمة وجودي في بريطانيا التي وفرت و توفر لي أرفع مستويات العلاج والرعاية الصحية الراقية و المجانية، في اطار احترام دولة المؤسسات لحقوق الإنسان .
بعد العملية الجراحية تلقيت علاجًا كيمائيا واشعاعيا لفترة استمرت ٦ أسابيع ، رافقني خلال تلك الفترة يوميا الأخ العزيز عماد كرنديس، وكان حرص أن انتقل برفقته من المستشفى الى بيته.
هناك وجدت كرم الضيافة واهتمامه وأسرته الكريمة ، وقد احاطوني بدفء المشاعر قبل أن انتقل الى مقر سكني في ثالث أيام عيد الفطر الماضي ، وأدعو الله أن ينعم عليهم دوما بالصحة والعافية و يحفظهم ويجزيهم خيرا وفيرا .
في اطار التمهيد للعملية الجراحية الكبرى أجريت عملية جراحية استكشافية ،ورافقني من المستشفى الى بيته الحبيب العزيز محمد زين عديله، هناك وجدت منه وأسرته الكريمة رعاية وعناية ، أسأل الله أن يحفظهم وينعم عليهم دوما بالصحة والعافية والسعادة .
النظام الديكتاتوري السابق(نظام البشير ) الذي اسقطه الشعب السوداني بثورة شعبية باهرة كان وراء تشتيت شمل أسرتي التي كانت تتمتع بدفء وجودها وحياة مستقرة في الدوحة، الرائعة بشعبها وأهلها ،ومناخ تحولاتها الايجابية العصرية التي دعمتها بالكلمة والصوت قبل أن تطل قناة (الجزيرة) ويعرف ذلك عدد من قادة قطر ومثقفيها واعلامييها.
كان لافتا قبيل وبعد اجراء العملية الجراحية في يناير ٢٠٢٢ وحتى اليوم أن نهر ا من مشاعر الود والتفاعل الانساني الرائع والدعاء يتدفق بغزارة ومحبة ، من أسرتي وأهل وأصدقاء وزملاء و(أحباب وحبيبات) ومن أناس لا أعرفهم في السودان وخارجه .
أشكر كل الذين تواصلوا(من الجنسين) بالرسائل أو استفسروا عن الحال والأحوال ، وأدعو الله ان ينعم على الجميع بالصحة والعافية والسعادة.
نهر المشاعر الدافئة المتواصل تجسد في رسائل مشحونة بالدعاء والود ، وبقدر ما سعدت بمضامينها فقد أثرت في أعماقي تأثيرا عميقا ، وأثارت في دواخلي تفاعلات يصعب وصفها، خصوصا عندما أتأمل مشاعر ومواقف أسرتي واخواني والاختين وأهلي والتفاعل المؤثر الذي ابداه أهل وأصدقاء من السودانيين في قطر ،وبعض الزملاء الصحافيين السودانيين في الدوحة ولندن و(أحباب ) من السودانيين في قطر ، ولندن ،والسودان ودول أخرى .
يسعدني في هذا السياق أن أحيي زميلي وصديقي الصحافي السوداني المبدع هاشم كرار، المقيم في قطر، فقد غمرني ويغمرني برسائل عدة حملت نبض محبة وود وشحنات رائعة كروعة دواخله من الدعم المعنوي الجميل ، أسأل الله أن يمتعه بالصحة التامة ويحفظه .
التحية والتقدير للذين تفاعلوا (من الجنسين) مع مقالي بعنوان (جراحة في حنجرة الصوت القديم) ولم استطع بعد العملية أن أحييهم .
في اطار ما تجلى من اهتمام ملموس ومستمر قبل وبعد عملية الجراحة الكبيرة أحيي الأحباب في لندن ،دكتور محمد الأنصاري، ومحمد عديله، وأحمد مصطفى الكردفاني ،وياسر بركة واستاذنا محمد أحمد حريكة وكل الذين تواصلوا (من الجنسين) بالرسائل،وبينهم بعض القيادات في حزب الأمة القومي .
جاءت في الصدارة القيادية والمناضلة سارة نقد الله التي كتبت حروفا مضيئة وخضراء كاخضرار قلبها، متعها الله بالصحة والعافية، كما أحيي الاهتمام المتواصل من الحبيبة فايدة بابو نمر.
من استراليا أطلت بمودة وما زالت تسعدني اتصالات ورسائل الاهتمام والدعاء الطيب من الحبيب والصديق العزيز صلاح جلال وهو قيادي تاريخي وعصري من قيادات (الأمة القومي) اذ برهن و يبرهن بتواصله حيوية مد الجسور الاجتماعية و يؤكد بذلك كما اعتقد أن لا قيمة لأي عمل حزبي او سياسي بشكل عام اذا تجاهل البعد الاجتماعي والتفاعل مع شركاء الهم الوطني وكل الناس .
أحيي الأخ العزيز القياد ي في (الأمة القومي) الحبيب عادل المفتي الذي بعث برسالة صوتية مؤثرة ، عبرت عن أجمل المشاعر والأمنيات،
رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة زارني في البيت بلندن في لفتة طيبة أقدرها واحترمها، وزارني في الوقت نفسه الاحباب محمد التعايشي عضو مجلس السيادة (الشرعي) ومحمد عديلة وياسر بركة ودكتور محمد الانصاري . وكان التعايشي والكردفاني والانصاري وبركة زاروني في وقت سابق.
زارتني مشكورة في أثناء زيارة إلى لندن الحبيبة ندى جوتار عضوة المكتب السياسي ومقررة لجنة السياسات بحزب الأمة القومي ،كما أحيي اهتمام هيئة شؤون الأنصار بقيادة أمينها العام ،رجل الوسطية، ورمزها الحيوي، الحبيب دكتور عبد المحمود أبو .
أخص بالتحية في هذا السياق السكرتير الصحافي للامام الراحل الصادق المهدي الاخ العزيز والصديق والزميل محمد زكي الذي عبر عن اجمل المشاعر في تسجيلين صوتين وكان جسرا للتواصل مع اسرتي.
أنوه بالاهتمام المتواصل من الحبيب إمام الحلو رئيس لجنة السياسات بالمكتب السياسي ل(الامة القومي) وبعض القيادات التي تتواصل بالرسائل من وقت لآخر، أو تستفسر (أحبابا) في لندن عن وضعي الصحي، وأحيي أيضا عدد ا من سودانيي بريطانيا الذين تواصلوا بالرسائل والاتصالات .
وفي لفتة أقدرها ، زارني قادما من مدينة بيرمنجهام ببريطانيا ابن العم دكتور عاصم محمد اسماعيل وبنت عمتي اجلال مرغني محمد نور. ثم الاخ بشير محمد اسماعيل. المقيم في كندا وهم من اهلي في بارا ثم زارني من أهلي في بارا علي أحمد العبيد وخالد الاعيسر ويوسف مصباح.
وكان زارني في البيت مشكورا قادما من مدينة كارديف ببريطانيا الحبيب محمد مركز وهو قيادي في (الأمة القومي) وقد دأب على التواصل من وقت لآخر.
في أول أيام عيد الأضحى المبارك ٢٠٢٢ أطلت لفتة جميلة ، اذ زارني في البيت الحبيب محمد الأنصاري وأسرته وأضفت مشاركة الطفلين سما ونادر أجواء حيوية ، كما شكلت باقة ورد نضرة و (بطاقة تهنئة ) مكتوبة بحروف خضراء أجمل هدية في يوم العيد،وكان المشهد الأروع أن اسم سما تصدر الأسماء (سما ومحمد ورزان ونادر ) ، أدعو الله أن يحفظهم وينعم عليهم دوما بالصحة والعافية والسعادة.
وهاهو أحدث نبض عانقني بود وقلب أخضر قد جاء حيويا من الدوحة الحبيبة التي عشت في احضانها لأكثر من ثلاثين سنة.
زارني في البيت بلندن السبت الماضي الأخ والصديق(التاريخي) الأستاذ عبد الرحمن بن حمد العطية وزير الدولة القطري والأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، وهو رجل متميز باخلاقه وتواضعه وروحه ومواقفه الشجاعة وانسانيته ودفء مشاعره.
قبيل مغادرته لندن ارسلت اليه رسالة تقدير ومحبة ، حرصت أن أنشر نصها هنا، تسجيلا لموقف،و تقديرا لرجل أصفه برجل المواقف المبدئية الشجاعة ،اذ لم يتبدل أو يتلون بشأن علاقة قديمة متجددة وحيوية، أعتز ويعتز بها .
العطية مثال رائع للشخصية القطرية التي تحب الخير وتكره الظلم ، هو رجل صادق مشحون بقيم الوفاء ، ومنصف ، ويتمسك بنبض الفطرة ونهج متوازن في علاقته مع الأصدقاء والناس، رغم تقلبات الزمن وما يفرضه من حواجز الزمان والمكان .
هنا نص الرسالة:
الاخ والصديق (التاريخي) العزيز الأستاذ عبد الرحمن بن حمد العطية
سعدت بزيارتك واستقبالك في مقر سكني بلندن اليوم ١٦ يوليو ٢٠٢٢.
تفاعلات الزيارة الأخوية وبكل ما شهدته من نبض مودة وامنيات طيبة أثارت في نفسي راحة وارتياحا كما عبرت دلالات الزيارة مجددا عن اخلاقك وسمات شخصيتك وبينها التواضع والاهتمام بالاصدقاء في كل الاوقات، وقد تجلى ذلك منذ ان علمت أنني مريض وخضعت لعملية جراحة كبرى في الحنجرة بلندن في يناير ٢٠٢٢ ، أعقبها تلقي علاج كيمائي واشعاعي .
الزيارة التي اسعدتني أثرت في نفسي تأثيرا عميقا، ما أكد مجددا قناعتي بانك رجل متميز بقيمك وتواضعك وشهامتك وجمال روحك الاجتماعية وقد عرفت فيك عن قرب هذه الصفات في التعامل مع كل الناس كبيرهم وصغيرهم، ويشهد على ذلك من عملوا معك او عرفوك، سواء حينما كنت سفيرا في دول عدة أو وكيلا لوزارة الخارجية في الدوحة او أمينًا عاما لمجلس التعاون الخليجي وهذه فترة حيوية بادائك وعلاقاتك مع اسرة المجلس و اعتقد بأنها مرحلة لن تتكرر في تاريخ المجلس .
وها انت الآن وزير دولة في بلدك ، قطر، الحبيبة، بعد مغادرتك مجلس التعاون بسجل انجازات باهرة ومواقف شجاعة بشأن قضايا خليجية ساخنة .
الإنسان المتميز صاحب موقف ايجابي وانت رجل مواقف شجاعة وباهرة ، وقد كنت شاهدا على كثير من مواقفك المهنية والانسانية الرائعة، التي أدخلتك قلوبا وعقولا كثيرة .
أجدد تأكيد اعتزازي بك اخا وصديقا لم يتغير يوما او يتلون او ينسى ما بيننا من مودة واحترام متبادل رغم انني رحلت بعيدا واقمت في بريطانيا التي احتضنتي في اطار احترامها لحقوق الإنسان ، بعدما عشت في الدوحة الرائعة بأهلها وانسانها لأكثر من ثلاثين سنة.
ايقاعات علاقة الود ، والاحترام المتبادل تواصلت ، والسبب الأهم يكمن في أنها لم تكن علاقة مسؤول كبير بدرجة وزير مع صحافي او موظف أجنبي بل كانت واستمرت وما زالت علاقة انسان بانسان ، وهنا تبدو روعة المشهد.
تحياتي لك ولأسرتك الكريمة التي تبادلني وابادلها أجمل مشاعر التقدير والاحترام .
ادعو الله ان يحفظك والأسرة الكريمة وأن ينعم عليكم دوما بالصحة والعافية والسعادة محمد المكي أحمد لندن ١٦ يوليو ٢٠٢٢