هذا الوصف كنا نطلقه على المناطق العشوائية التي تقوم فيهامساكن بعيدا عن سلطة الحكومة وتكثر بها حالات السلب و النهب، لكن للأسف هذا الوصف اصبح ينطبق على الوضع العام في السودان خاصة بعد ماحدث في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م .
ما جرى في ولاية النيل الأزرق الايام الماضية يؤكد ما ذهبنا اليه وقد عبر عنه وزير صحة الولاية الدكتور جمال ناصر في تصريحات ل (السوداني ) شكا فيها من نقص الكوادر الطبية والأدوية بالمستشفيات الأمر الذي تسبب في صعوبة معالجة جرحى الأحداث القبلية المؤسفة بالولايه.
ذكر وزير صحة ولاية النيل الأزرق أن عدد القتلى حسب تقارير التشريح ١٧ قتيلاً و عدد الجرحى ٤٧ جريحاً من بينهم ١٣ في حالة حرجة تتطلب نقلهم للخرطوم لتلقي العلاج، وأضاف الوزير قائلاً أن انعدام وسائل نقل الجرحى مع وجود عربة إسعاف واحدة في كل مستشفيات الولايه لا تستطيع الخروج نسبة لإغلاق الشوارع من قبل أطراف النزاع .
أكد الدكتور جمال ناصر أن الأوضاع الأمنية في مناطق النزاع الثلاث بمحليات الولايه الرصيرص قيسانالدمازين سيئة في ظل غياب تام للقوات النظامية .
هكذا جسدت أحداث ولاية النيل الأزرق المؤسفة بعض واقع الأوضاع الأمنية في السودان مع التغييب شبه المتعمد للقوات النظامية في ظل الانفلاتات الأمنية والفتن المجتمعية التي تفاقمت في كثير من مناطق السودان.
يحدث هذا وسط استمرار المساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإحياء العملية السياسية مثل اللقاء الذي تم بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو باين إبان زيارة الاخير للمملكه العربية السعودية للمشاركة في اجتماع مجلس التعاون الخليجي حيث تم في القمة القمة السعودية الامريكية بحث ملف السودان .
نؤكد مجددا تقديرنا للجهود الإقليمية والدولية لدفع خطوات الانتقال للحكم المدني الديمقراطي فإننا لانعول على هذه المساعي، مالم تعززها خطوات سودانية وسط قوى الثورة الشعبية الحزبية والمهنية والمجتمعية لاسترداد الديمقراطية وإكمال مهام المرحلة الانتقالية وفي مقدمتها الإسراع بتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي ومعالجة أسباب الأزمة الاقتصادية والاختناقات المعيشية.