تجمعات سياسية بأسماء أشخاص ، جهات ، عشائر . مؤهلات الزعيم مرجعية دينية وانتماء لبيت الرسول عليه الصلاة والسلام . الشيعي لا يصبح عضوا في حزب السنة ، والسني لا يصبح عضوا في حزب الشيعة . والسنة أحزاب وليس حزبا واحدا ، والشيعة أحزاب وليس حزبا واحد . والشيعة يتجاذبهم الانتماء للمرجعية الإيرانية ، والمرجعية العراقية . السياسة كلها مختلطة بالدين ، ومن الدين اختاروا تمجيد الأشخاص .
والأكراد يعلنون على رأس الأشهاد انتماءهم الكردي أكثر من انتمائهم العراقي ، وهم أيضا مجموعات وعشائر وأكثر من حزب . يتجاذبهم العداء لتركيا ، والحنين للدولة الكردستانية الكبرى . أحيانا يأتلفون مع الشيعة وأكثر الأحيان يأتلفون مع السنة، وهم محسوبون على السنة .
والإيزيديين لا يعرفون انتماءً للعراق ولا لهويتهم الخاصة ، فقط لهم مذهب ديني يقدسونه ولا يحيدون عنه . وهناك قوميات عديدة لا يجمع بينها إلا ضعف الانتماء للعراق ،ومنهم من يأمل باللحاق بركب الدول المجاورة والحصول على جنسيتها .
هل كان الحجاج محقّاً في وصفه لأهل العراق ؟ هل كان محقّاً في وعيده وتهديده لهم ؟ والأهم هل استطاع الحجاج أن يوحّد العراقيين وينقلهم من تشرذمهم إلى الهوية الموحّدة ، وهي الانتماء للعراق ؟
هل كان نظام البعث نظاما يناسب العراق وبيئته السياسية المعقّدة ؟ هل كان صدّام بطلا عربيا أم أنه مجرد ديكتاتور حاول جمع الصف بالتخويف والقهر ، وفشل فشلا ذريعا ؟ هل يمكن للديمقراطية أن تجمع العراقيين ، وأن تخرجهم من العشائرية الضيقة إلى رحاب القومية الجامعة ؟ نتساءل ونحن نرى العراقيين يلفّون حول نتائج الانتخابات ، وينتصر كل واحد منهم لمذهبه أو عشيرته أو جهويته .
إن لم تخرجوا من عشائريتكم ، ومذهبيتكم ، وجهويتكم ، فلن تكونوا أحفاد المجد العراقي التليد ، ولن تحققوا انتماءكم للوطن التاريخي الذي كان قائدا للأمة العربية ، ولن تثبتوا للناس أنكم أصحاب الثقافة والأدب والفكر وأنتم بهذا التشرذم .
كونوا عراقيين وكفى ، لا تخلطوا بين الدين والسياسة. كوّنوا أحزابا تقوم على الفكر والرأي ومطالب التنمية ، وافتحوها لكل القوميات ، ولكل المذاهب ، ولكل جهات العراق .