تحسر الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانقلابي على ضياع ثلاث سنوات ( في الفاضي ) وقال إنهم إضاعوا (٣) سنوات من عمر الشعب السوداني ، في تجابد وتشاكس وأهملوا قضايا الوطن والمواطنين، وتعهد بإيجاد معالجات عاجلة للمتضررين من السيول التي ضربت قرى المناقل.
وقال البرهان خلال مخاطبته جمع من متضرري قرى المناقل خلال الزيارة التي نفذها للمناطق المتضررة، اليوم، يجب أن ننتبه لمشكلاتنا ونحلها.
وأخطأ البرهان في عملياته الحسابية ( لسنوات الضياع ) فالشعب السوداني ضاعت من عمره ٣٣ عاماً لم تكن حساب سنوات مرت من العمر وحسب بل كانت سنوات ظلمة وظلام ودمار وخراب ، وللاسف الشديد كل هذه السنوات التي خيم فيها البؤس والشقاء كان البرهان شريكا فيها، فثلاثين الانقاذ كان جزءاً منها وفي العامين من الفترة الانتقالية كان جزءاً منها و عمل فيها المكون العسكري كل مافي وسعه لعرقلتها وفشلها ، بالإضافة الى عام ( الرمادة ) سنة الانقلاب التي كانت من أسوأ سنوات الحكم في السودان ، فمعلوم انها كانت ولا زالت امتداد لحكم الثلاثين عاماً، وعلى ماذا يتأسف البرهان ، وهل يفيد الأسف والندم وماهي قيمة الاعتراف ان كان الخطأ مازال مستمراً !!
لكن هل يصب تصريح قائد الجيش في خانة الاعتراف بالذنب ام التهرب من المسئولية ، وإلقاء اللوم على الحكومة المدنية المحلولة بأمره ، فإن قصد البرهان ذلك فالرجل يحتاج الى من يذكره ، فما حققته حكومة حمدوك للسودان لم يحققه المكون العسكري ، هذه حقيقة بينة وواضحة وضوح الشمس، على العكس كانت انجازات العسكر كلها عبارة عن مواجع وحسرات وألم ، قتل وخطف واعتقال، وأزمات اقتصادية وعزلة سياسية وانفلات أمني ، فما فعله الانقلاب وما تسبب فيه من أزمات هو الذي يسيطر على الذاكرة ان سنحت الفرصة للوقوف على جرد الانجازات والخيبات.
عام كامل سيطر فيه البرهان على الحكم ( بلا شريك ) لم ينجز فيه إلا أنه افتتح ( مركزا للبيع المخفض) ، عودوا بي الى الوراء وذكروني انجازاً أضخم من ذلك قام به البرهان من اجل الشعب السوداني، الذي باغته صباحاً انه استولى على الحكم من أجل تصحيح المسار ، ومنذ ذلك اليوم نحن لا نسأل عن اين هو التصحيح نحن نبحث عن المسار نفسه ولم نجده ، ضل البرهان ، وضللنا معه الطريق.
اما ان قصد البرهان الإعتراف بالذنب ، فليتبعه باعلان التوبة وطلب العفو والمغفرة من الشعب السوداني وليتنحى جانباً ويترك للسودانيين الحل بعيداً عنه فالسودان بحاجه الى ( اليوم الواحد) ليس لديه استعداد ليحكمه رجل ثلاث سنوات ويأتي ليتحسر على عدم قدرته على انجاز شئ، فهذا الشعب العظيم كفاه صبر ورهق، كفاه كوارث وازمات ، كفاه النصيب الذي حصل عليه من جملة الحكام ( الفاشلين) ، شعب يموت جوعاً، ويموت بالرصاص غدرا ، ويموت الآن غرقاً، ماذا يفيده الأسف!!
طيف أخير:
كن عزيزاً غائباً ، ولا تكن حاضراً بلا قيمه
الجريدة