ما هي مصلحة جماعة الإنقلاب في منع المدعي العام للمحكمة الجنائيه الدوليه من مقابلة المخلوع..؟
إذن الإنقلاب يقوم بحماية المتهمين بإرتكاب الإبادة الجماعيه لشعبهم…وإذا كانت سلطة الإنقلاب لا تعترف بالمحكمة الجنائيه الدوليه فلماذا سمحت لمدعيها العام بدخول السودان.. بل بزيارة ومخاطبة أهل معسكرات النازحين التي لا يستطيع جماعة الإنقلاب و(الحركات) الوصول إليها..!!
المدعي العام للمحكمة الجنائيه الدوليه كريم خان
لماذا منعت سلطة الإنقلاب المدعي من مقابلة المخلوع..؟ يا له من سؤال ساذج…!
إن في وسع أي شخص أن يقول: ما هذا السؤال الغبي..؟! ألا تعلم إن الإنقلاب هو الإنقاذ نفسها..؟! ألا تعرف الوشائج بين البرهان والمخلوع.؟! إن رجال المخلوع هم الذين يجلسون على السلطة الآن (بكامل زينتهم)..!
فكيف تريدهم ألا يأتمروا بأمر المخلوع والإنقاذيين…؟! هل غاب عليك حتى الآن أن تعرف مجرى الرياح الذي يتبعها البرهان والجنرال إبراهيم جابر وكباشي (والشيخ الجد)..!!. وحتى إذا غاب عليك ذلك ألا تعرف (الحكومة الخفيه) التي تسيّر أمر السلطة الآن من الإخونجيه في الداخل وفي الخارج ومن لحنة أمن المخلوع..؟! وهل تظن أن البلاد الآن تعمل بالوزراء المكلفين وغير المكلفين الذين لا يعلم بهم أو عنهم أحد..؟!
هل تريد برهاناَ” يا رجل على أن الإنقلاب هذا هو خليفة الإنقاذ المؤتمِر بأمرها.. ألا ترى كيف يواصل مسيرة الإنقاذ في الإستبداد والإستباحة والقتل ومعاداة الشعب وملاحقة الناس وتعذيبهم وإفقار البلاد والعباد ونشر الفساد.. حتى إنه يريد الآن إعادة ميراث الإنقاذ في “قانون النظام العام” وتجديد مشاهد إذلال الشعب ومطاردة الشباب لقص شعورهم لأنها السبب في ميلان (ميزان المدفوعات) وسقوط العملة الوطنية وتدني الخدمات الصحيه وإنتشار المجاعات..!!
هل سمح الإنقلاب بدخول مدعي عام الجنائية الدوليه خوفاً من ولايته المستمدة من مجلس الأمن..لذلك إرتعدت فرائصهم وسمحوا له بدخول البلاد وزيارة معسكرات النزوح ولكنهم تلجلجوا (لسبب ما) في حكاية مقابلته للمخلوع..!..
لماذا…؟! أليس المخلوع بريئاً من جرائم الإباده..إذاً ما الخوف من المقابلة..؟! يا لخزي المخلوع (اللابد) في عنابر المستشفيات الفاخرة مدعياً المرض وهو في عافية (ثور المحراث)..!!
إنه ينكص عن الدفاع عن نفسه ونفي إتهام مهين بقتل شعبه.. ويا للنقاذيين الجبناء الذين لا يتقوون ويتشطّرون إلا على المحتجزين العزّل في بيوت الأشباح والهروب عند المواجهة…! حتى عندما كان المخلوع في رأس سلطة الإنقاذ كان يهرب في جنح الليل من مطار إلى مطار.. ويصفق له الإنقاذجية بإعتبار أنه(فنان في الشردان من العداله)..!
وحتى في أدني سلالم الإنقاذيين كان هناك شخص أشجع منه في الإجرام.. إختار أن يذهب برجليه إلى المحكمة الجنائية في مقرها..! ولكن ألا تعلم يا صديقي أن الإنقاذيين لا يعرفون العيب.. يقتلون الأبرياء في المحابس.. ويسحلون الناس بالمجنزرات ولكنهم أصحاب (جسوم ناعمه)… يموتون في الرفاهية و(حياة الترطيب).. تمتد كروشهم أمامهم..وتبهرج لحاهم بالكريمات.. وتلمع خدودهم حتى تكاد أن تنعكس على صفحتها وجوه شعبهم الشاحبة المكدودة…!
طبعاً لابد أن لسلطة الإنقلاب تبريرها لمنع المدعي العام من مقابلة المخلوع..لكن حذار من ذكر حكاية السيادة والكرامة الوطنية.. !!
وهل هناك كرامة وسيادة في حماية مجرمين قتله..؟!..
لا بد أن هناك سبباً قوياً لرفض مقابلة المدعي العام للمخلوع وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين..! قد يقول لك قائل إن قادة الإنقلاب هم (أبناء كار) هؤلاء المجرمين.. ولكن هل هذا (فقط) هو السبب..؟! أم هو الخوف من كر المسبحة و(مجاردة اللالوبه)..؟!
هل تعلم ماذا قال المدعي العام..؟! قال:(إجتمعت بالبرهان وبحضور وزير العدل.. (من هو وزير العدل..؟) وحصلت على إلتزامات بالتعاون والإستجابة لمطالب المحكمه..والبرهان أكد أن (حكومته) جادة في تحقيق العدل وأنها ستستجيب لكل المطالب… لكن حصل تراجع)..!
ويواصل المدعي العام: (انه أمر مُحرج بعد مرور 17 سنه والضحايا لم يحصلوا على العداله.. شعب دارفور يعيش مأساة مزرية ويجب ألا ننساه من أجل المصالح السياسيه..لم أشهد محاكمات داخليه للمتهمين تعزّز رغبة الخرطوم في تحقيق العدالة للضحايا..
هناك أشياء كثيرة لا يمكن شرحها.. إذا تعثر التعاون سنلجأ إلى طرق أخرى لتحقيق العدالة ورفع الحصانات والحيلولة دون الإفلات من العقاب.. ولا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية.. السلطات السودانيه لا يمكنها إلغاء القضيةه.. هناك أوامر قبض يجب تنفيذها.. لا يمكن ترك الذين في السلطة ليقتلوا ويدمروا ويذهبوا دون حساب).. إنتهي الإقتباس من كلام المدعي العام..!
لقد إستشعر مدعي الجنائيه الحرج أمام الضحايا.. ولكن قادة الإنقلاب يستغربون من ذلك ويقولون في سرّهم: ما الداعي لهذا الحرج..؟!! أما حكاية تراجع قادة الإنقلاب من وعدهم بالتعاون فلا تفسير له غير إحتمالين: أما الممارسة المعهودة للكذب المعتاد.. وأما حقيقة تدخّل طرف ثالث من الجماعه يملك (الفيتو) ضد البرهان نفسه..!!
هل يمكن للمخلوع أن يرفع الحرج عن الجميع.. وينفخ في ضميره النائم ذرة من الشجاعه.. ويقوم طواعية بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية… نفخة قليلة من الشجاعة والنخوة.. ولكن كما يقول أولاد الريف: (منين يا حسره)..؟!