مجهود جبّار ومُقدر قام به الأستاذ الصحفي فيصل محمد صالح في قيادة لجنة انتخابات نقابة الصحافيين السودانيين، منذ انعقاد الجمعية العمومية وحتى انتهاء التصويت وبداية فرز الأصوات التي تجري حاليا!!
كان وجود فيصل بين جموع الصحافيين بمثابة قوة دفع اضافية، و كان فيصل حجماً وثقلاً استثنائياً في كفة ترجيح مصداقية الممارسة الديمقراطية التي اتفق حولها شرفاء الصحافيين.
حرص فيصل بدبلوماسيته المعهودة بأن يجعل الخطاب النقابي للصحافيين، مُتزناً ورصيناً ومحترماً وشفافاً لا تلوثه سموم التحارب والتناحر ولا تغشاه (اتربة) الكراهية التي تتناثر ذراتها الآن في كل شبرٍ من أرض بلادنا الحبيبة.
منح فيصل حلم الصحافيين بالنقابة، تلك (الوسامة) التي غيبها كدر الوجوه العابسة المنقوشة بـ(اللحاء) الكذوبة تحت تلافيف (العُمامة) الاخوانية في ازمنة الرزيقي و(حوارييه).
كان فيصل خفيف الظل مسدولاً في فضاءات الحلم الصحفي الكبير، مثل ريشة فنان تزهو بالألوان لرسم مستقبل نقابة حرة وذات مصداقية.
و اليوم لم يكن فيصل هو ذاك الوزير الذي أنزله العسكر من معقد وزارة الاعلام بقوة الانقلاب العسكري المُسلح، إلا أنه كان صحافيا مُجرداً من مزايا السلطة، صعد بهمة وعنفوان إلى أرفع الأمكنة حينما تولى مهمة قيادة التاريخ الثوري الجديد لانتفاضة الصحافيين الكبرى.
حقاً انه (فيصل) الذي اختاره القدر ليُفصل تاريخ الصحافة السودانية عن تلك العهود المُظلمة السوداء، وليكون بذلك شاهداً على (مولودها) الأنيق وهو يتدلى من رحم الغياب الطويل وبين يديه النزيهتين .